للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وجودها على العرش: مثل قوله: "ومن أتاني يمشي؟ أتيته هرولة"١، فقالوا: ليس المراد به دنو [الاقتراب] ٢، وإنما المراد قرب المنزل والحظ!!

٣٦٧- وقالوا في قوله تعالى: {إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ} [البقرة:٢١٠] : هو محمول على ظاهرها في مجيء الذات. فهم يحلونه عامًا، ويحرمونه عامًا، ويسمون الإضافات إلى الله تعالى صفات، فإنه قد أضاف إليه النفخ والروح.

٣٦٨- وأثبتوا خلقه باليد، فلو قالوا: خلقه٣، لم يمكن إنكار هذا، بل قالوا: هي صفة تولى بها خلق آدم دون غيره، فأي مزية كانت تكون لآدم؟! فشغلهم النظر في فضيلة آدم عن النظر إلى ما هو يليق بالحق مما لا يليق به، فإنه لا يجوز عليه المس، ولا العمل بالآلات؛ وإنما آدم أضافه إليه.

٣٦٩- وقالوا٤: نطلق على الله تعالى اسم الصورة، لقوله: "خلق آدم على صورته"، وفهموا هذا الحديث، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: "إذا ضرب أحدكم، فليجتنب الوجه، ولا وجهًا أشبه وجهك، فإن الله خلق آدم على صورته"٥.

فلو كان المراد به الله عز وجل، لكان وجه الله سبحانه يشبه وجه هذا المخاصم؛ لأن الحديث كذا جاء: "ولا وجهًا أشبه وجهك".

٣٧٠- ورووا حديث خولة بنت حكيم: "وإن آخر وطأة وطئها الله بِوَجٍّ"٦!! وما علموا النقل ولا السير، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "اللهم! اشدد وطأتك على مضر"٧، وأن المراد به آخر وقعة قاتل فيها المسلمون بوج٨، وهي غزاة حنين، فقالوا: نحمل الخبر على ظاهره، وأن الله وطئ ذلك المكان!! ولا شك أن عندهم


١ رواه البخاري "٣٤٠٥"، ومسلم "٢٦٧٥"، عن أبي هريرة رضي الله عنه.
٢ في الأصل: الباب.
٣ أي: آدم.
٤ في الأصل: فقالوا.
٥ رواه البخاري "٢٥٥٩"، ومسلم "٢٦١٢" عن أبي هريرة رضي الله عنه.
٦ رواه أحمد "٤/ ١٧٢"، والطبراني في الكبير "٢٢/ ٢٧٥/ ٧٠٤" والبيهقي في الأسماء والصفات ص "٥٨١" وفي سنده سعيد بن أبي راشد لم يوثقه إلا ابن حبان، وعبد الله بن عثمان بن خثيم لين أمره الذهبي في الميزان "منكر".
٧ رواه البخاري "٨٠٣"، ومسلم "٦٧٥" عن أبي هريرة رضي الله عنه.
٨ وج: وادٍ قرب الطائف.

<<  <   >  >>