للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مثل ما يخرج منه، فأسرف؛ فاللازم أخذ من الحاصل، ويوشك أن يسرع النفاد.

وأما الشيخ، فترك النكاح كاللازم له، خصوصًا إذا زاد علو السن؛ لأنه ينفق من الجوهر الذي لا يحصل مثله أبدًا.

٧٩٥- ثم ينبغي أن ينظر العاقل في ماله، فيكتسب أكثر مما ينفق، ليكون الفاضل مدخرًا لوقت العجز، وليحذر السرف، فإن العدل هو الأصلح.

٧٩٦- ثم ينظر في الزوجة، والمطلوب منها شيئان: وجود الولد، وتدبير المنزل، فإذا كانت مبذرة، فعيب لا يحتمل، فإن انضمت صفة العقر، فلا وجه للإمساك؛ إلا أن تكون مستحسة الصورة، فإن ضم إليها عقل وعفاف، حسن الإمساك، وإن كانت مما يحتاج أن تحفظ١، فتركها لازم.

٧٩٧- فأما الخدم، ليجتهد في تحصيل خادم لا تستبعده الشهوة؛ فإن عبد الشهوة له مولى غير سيده، ولينظر المالك في طبع المملوك، فمنهم: من لا يأتي إلا على الإكرام، فليكرمه، فإنه يربح محبته. ومنهم: من لا يأتي إلا على الإهانة، فليداره، وليعرض عن الذنوب؛ فإن لم يكن، عاتب بلطف، وليحذر العقوبة ما أمكن. وليجعل للمماليك زمن راحة. والعجب من يعني بدابته، وينسى مداراة جاريته! وأجود المماليك الصغار، وكذلك الزوجات؛ لأنهم متعودون خلق المشتري.

٧٩٨- وليحفظ نفسه بالهيبة من الانحراف مع الزوجة، ولا يطلعها على ماله، فإنها سفيهة، تطلب كثرة الإنفاق.

٧٩٩- وأما تدبير الأولاد، فحفظهم من مخالطة تفسد. ومتى كان الصبي ذا أنفة، حييًّا، رجي خيره. وليحمل على صحبة الأشراف والعلماء، وليحذر من مصاحبته الجهال والسفهاء، فإن الطبع لص. وليحذر الصبي من الكذب غاية التحذير، ومن المخالطة للصبيان، وليوصه بزيادة البر للوالدين، وليحفظ من مخالطة النساء. فإذا بلغ، ليزوج بصبية، فينتفعان.


١ غير عفيفة.

<<  <   >  >>