الفتوح، فيأتيهم منها الكثير، الذي يصيرون به من الأغنياء، وهم لا يمتنعون من أخذ زكاة، ولا من طلب! وكذلك القصاص، يخرجون إلى البلاد، ويطلبون، فيحصل لهم المال الكثير، فلا يتركون الطلب عادة.
فيا سبحان الله! أي شيء أفاد العلم؟! بل الجهل كان لهؤلاء أعذر!
٩٨٥- ومن أقبح أحوالهم لزومهم الأسباب التي تجلب لهم الدنيا، من التخاشع، والتنسك في الظاهر، وملازمة حث العزلة عن المخالطة! وكل هؤلاء بمعزل عن الشرع.
٩٨٦- ولقد تأملت على بعضهم من القدح في نظيره إلى أن يبلغ إلى التعرض به للهلاك. فالويل لهم! ما أقل ما يتمتعون بظواهر الدنيا! وإن كان مقلب القلوب، قد صرف القلوب عن محبتهم -لأن الحق عز وجل لا يميل بالقلوب إلا إلى المخلصين؛ فقد فاتتهم الدنيا على الحقيقة، وما حصلوا إلا صورة الحطام! نسأل الله عز وجل عقلًا يدبر دنيانا، ويحصل لنا آخرتنا، والرزاق قادر.