للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١٠٨٤- وأبله البله الشيخ الذي يطلب صبية! ولعمري، إن كمال المتعة إنما يكون بالصبا، كما قال القائل١:

................................... ... لقلت: بنفسي النشأ الصغارُ

ومتى لم تكن الصبية بالغةً، لم يكمل الاستمتاع! فإذا بلغت، أرادت كثرة الجماع، والشيخ لا يقدر! فإن حمل على نفسه، لم يبلغ مرادها، وهلك سريعًا.

ولا ينبغي أن يغتر بشهوته الجماع، فإن شهوته كالفجر الكاذب.

وقد رأينا شيخًا اشترى جارية، فبات معها، فانقلب عنها مَيْتًا.

وكان في المارستان٢ شاب قد بقي شهرين بالقيام، فدخلت عليه زوجته، فوطئها، فانقلب عنها مَيْتًا.

فبان أن النفس باقية بما عندها من الدم والمني، فإذا فرغا، ولم تجد ما تعتمد عليه، ذهبت.

وإن قنع الشيخ بالاستمتاع من غير وطء، فهي لا تقنع، فتصير كالعدو له، فربما غلبها الهوى ففجرت، أو احتالت على قتله، خصوصًا الجواري اللواتي أغلبهن قد جئن من بلاد الشرك، ففيهن قسوة القلب.

١٠٨٥- وقبيح بمن عبر الستين أن يتعرض بكثرة النساء! فإن اتفق مع٣ صاحبة دينٍ قبل ذلك فليرع لها معاشرتها، وليتمم نقصه عندها، تارة بالإنفاق، وتارة بحسن الخلق، وليزد في تعريفها أحوال الصالحات والزاهدات، وليكثر من ذكر القيامة وذم الدنيا، وليعرض بذكر محبة العرب، فإنهم كانوا يعشقون، ولا يرون وطء المعشوق٤، كما قال قائلهم:

إنما الحب قبلة ... وغمز كف وعَضُدْ


١ هو نصيب بن رباح، مولى عبد العزيز بن مروان، وصدره: "ولولا أن يقال صبا نصيب" وفي الأصل: "فقلت بنفسي النساء" والتصويب من الأغاني: "١٦/ ١٠٧" "ط" دار صادر.
٢ المارستان: المشفى.
٣ في الأصل: معه.
٤ ويعرف عندهم بالحب العذري.

<<  <   >  >>