للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومنهم أرباب معاشٍ، يطففون المكيال، ويخسرون الميزان، ويبخسون الناس، ويتعاملون بالربا، وهم في الأسواق طول النهار، لا همة لهم إلا ما هم فيه، فإذا جاء الليل، وقعوا نيامًا كالسكارى، فهمة أحدهم ما يأكل، ويلتذ به، وليس عندهم من الصلاة خبر، فإن صلى أحدهم، نقرها، أو جمع بينهما، فهؤلاء في عداد البهائم.

ومن الناس ذوو رذالة في جميع أحوالهم، فهذا كناس، وهذا زبال، وهذا نخال، وهذا يكسح الحش١، فهؤلاء أرذل القوم٢.

ومنهم من يطلب اللذات، ولا يساعده المعاش، فيخرج إلى قطع الطريق! وهؤلاء أحمق الجماعة، إذ لاعيش لهم، فإن التذوا لحظة بأكل أو شرب، فحركت الريح قصبة، هربوا خوفًا من السلطان، وما أقل بقاءهم! ثم القتل والصلب، مع إثم الآخرة.

ومنهم أرباب قرى، قد عمهم الجهل، وأكثرهم لا يتحاشى من نجاسة، فهم في زمرة البقر.

١١٦٠- ورأيت النساء ينقسمن أيضًا، فمنهم المستحسنة التي تبغي٣، ومنهن الخائنة لزوجها في ماله، ومنهن من لا تصلي، ولا تعرف شيئًا من الدين، فهؤلاء حشو النار، فإذا سمعن موعظة، فإنها كما مرت على حجر! وإذا قرئ عندهن القرآن، فكأنهن يسمعن السمر!!

١١٦١- وأما العلماء: فالمبتدئون منهم ينقسمون إلى ذي نيةٍ خبيثةٍ يقصد بالعلم المباهاة لا العمل، ويميل إلى الفسق، ظَنًّا أن العلم يدفع عنه، وإنما هو حجة عليه. وأما المتوسطون والمشهورون، فأكثرهم يغشى السلاطين، ويسكت عن إنكار المنكر.

وقليل من العلماء من تسلم له نيته، ويحسن قصده.


١ الحش: المرحاض.
٢ أي عمل مباح أشرف من الكسب الحرام.
٣ تبغي: تفجر.

<<  <   >  >>