للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في البداية من ماءٍ وطينٍ، وفي الثاني من ماءٍ مهينٍ، ثم تحملون الأنجاس على الدوام، ولو حبس عنكم الهواء، لصرتم جيفًا، ولو أليق....١ منكم أهلككم، وكم من رأي يراه حازمكم؛ فإذا عرضه على غيره، تبين له قبح رأيه.

ثم المعاصي منكم زائدة في الحد، فما فيكم إلا الاعتراض على المالك الحكيم؟! ولو لم يكن في هذه البلاوي٢ إلا أن يراد منا التسليم؛ لكفى.

١٥٨٤- ولو أنه أنشأ الخلق ليدلو على وجوده. ثم أهلكهم، ولم يعدهم، كان ذلك له؛ لأنه مالك؛ لكنه بفضله وعد بالإعادة والجزاء والبقاء الدائم في النعيم. فمتى ما جرى أمر لا تعرف علته، فانسب ذلك إلى قصور علمك، وقد ترى مقتولًا ظلمًا، وكم قد قتل وظلم، حتى قوبل ببعضه. وقل أن يجري لأحد آفة إلا ويتسحقها، غير أن تلك الآفات المجازى بها غائبة عنا، ورأينا الجزاء وحده.

فسلم تسلم، واحذر كلة اعتراض أو إضمار، فربما أخرجتك من دائرة الإسلام.


١ في حاشية الأصل: كذلك أيضًا.
٢ البلايا.

<<  <   >  >>