وَإِنَّمَا ينبغي أن تقاوم الأمراض بأضدادها، كما قال عمر بن المهاجر: قال لي عمر بن عبد العزيز: إذا رأيتني قد حدت عن الحق، فخذ بثيابي، وهزني، وقل: مالك يا عمر؟! وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: رحم الله من أهدى إلينا عيوبنا، فأحوج الخلق إلى النصائح والمواعظ السلطان.
١٦٤- وأما جُنُودُهُ، فجمهورهم في سكر الهوى، وزينة الدنيا، وقد انضاف إلى ذلك الجهل، وعدم العلم، فلا يؤلمهم ذنب، ولا ينزعجون من لبس حرير، أو شرب خمر، حتى ربما قال بعضهم: إيش يعمل الجندي؟! أيلبس القطن؟ ثم أخذهم للأشياء من غير وجهها، فالظلم معهم كالطبع!
١٦٥- وأرباب البوادي قد غمرهم الجهل، وكذلك أهل القرى، [ماأكثر] ١ تقلبهم في الأنجاس، وتهوينهم لأمر الصلوات!! وربما صلت المرأة منهن قاعدة!
١٦٦- ثم نظرت في التجار، فرأيتهم قد غلب عليهم الحرص، حتى لا يرون سوى وجوه الكسب، كيف كانت، وصار الربا في معاملاتهم فاشيًا، فلا يبالي أحدهم من أين تحصل له الدنيا! وهم في باب الزكاة مفروطون، ولا يستوحشون من تركها، إلا من عصم الله.
١٦٧- ثم نظرت في أرباب المعاش، فوجدت الغش في معاملاتهم عامًّا وكذلك والتطفيف والبخس، وهم مع هذا مغمورون بالجهل!
١٦٨- ورأيت عامة من له ولد يشغله ببعض هذه الأشغال طلبًا للكسب قبل أن يعرف ما يجب عليه وما يتأدب به.
١٦٩- ثم نظرت في أحوال النساء، فرأيتهم قليلات الدين، عظيمات الجهل، ما عندهن من الآخرة خبر إلا من عصم الله، فقلت: واعجبًا! فمن بقي لخدمة الله عز وجل ومعرفته؟!
١٧٠- فنظرت، فإذا العلماء، والمتعلمون، والعباد، والمتزهدون، فتأملت العباد والمتزهدين، فرأيت جمهورهم يتعبد بغير علم، ويأنس إلى تعظيمه، وتقبيل يده،