سفيان قال: قرأت على عكرمة بن خالد المخزومي فلما بلغتُ إِلى والضُّحى قال هيهات! قلت: وما تريد بهيهات؟ قال: كبِّر فإني رأيت مشايخنا ممن قرأ على ابن عباس، يأمرهم بالتكبير إِذا بلغوا سورة والضُّحى.
قال أبو الحسن: وأَخبرني ابن شاذان، قال: أَخبرني عبد الحميد، قال: حدثني إبراهيم بن أَبي حيَّة، قال: أخبرني حُمَيْد الأعرج، عن مجاهد قال: ختمت على ابن عباس تسع عشرة ختمة، فكان يأمرني فيها من ﴿أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ﴾.
قال أبو الحسن: وأَخبرني ابن شاذان قال: حدثني الوليد بن عطاء، عن الحسن ابن محمد بن عبد الله بن أَبي يزيد، قال: رأيت محمد بن محيصن وعبد الله بن كثير القارئ إِذا بلغا ﴿أَلَمْ نَشْرَحْ﴾ كَبَّرَا حتى يختما، ويقولان: رأينا مجاهدًا يفعل ذلك.
وذكر مجاهد أَنَّ ابن عباس كان يأمر بذلك.
فهذه الأحاديث رويت عن ابن عباس ومجاهد بن جبر وليس نقول: إِنَّ هذا سنَّة لا بد لمن ختم أن يفعله، فمن فعل فحسنٌ، ومن ترك فلا حرج.
ثم اختلفوا عن ابن كثير في اللفظ بالتكبير، فحدثني عبد الباقي – ﵀ – عن أَبيه عن عبد الباقي بن الحسن الخراساني، قال: حدثنا أحمد بن صالح البغدادي، عن الحسن بن الحباب قال: سألت البزيَّ كيف التكبير؟ فقال: لَا إِله إِلَّا الله، واللهُ أَكبر، هذه عند خاتمة كل سورة من خاتمة والضحى إلى خاتمة القرآن.
وكان قنبل عن القواس عن أصحابه عن ابن كثير يكبر من غير تهليل، ويكسر آخر السورة إذا كان ساكنًا لالتقاء الساكنين، فيقول [الضحى ١١]: ﴿فَحَدِّثِ اللهُ أَكبر بسم الله الرحمن الرحيم﴾ قال: وأنت مخيَّرٌ، إن شئت وقفت على آخر السورة، وإن شئت وصلت بالتكبير وتقف على التكبير، وإن شئت وصلت التكبير بالتسمية ولا تقف على آخر التسمية بعد التكبير ثم تبتدئ بالسورة، لأن التسمية إنما جعلت في