والإدغام تخفيف، وذلك وصلك حرفًا بحرف، الأول منهما ساكن فيصيران بتداخلهما كحرف واحدٍ مشدَّد، وهو باب الإدغام. وحكمه أن يمات الحرف الأول المدغم في الثاني فيصير لفظهُ لفظ المدغم فيه، ولهذه العلة حَذَفَ الغُنَّةَ خَلَفٌ لِيَصحَّ له الإدغام، فلو أَبقى الغنة لم يصحَّ له الإدغام لأن الغنة فرع النون فأذهبها ليصح الإدغام.
وقد ذكرت لك صفة الإدغام، وبقي إِعلامك شرطه واختلافهم في الرِّواية، وما اتفقوا عليه.
اعلم حرسك الله أَنَّ رواة الإدغام اتفقوا في الرواية أَنهم إِذا أَدغموا الحرفين المثلين المتحركين أَوْ المشتركين أَوْ المتقاربين إِذا كان ذلك كله من كلمتين خففوا الهمزات السواكن، وأَدخلوا الحرف على ما فسَّرت لك. واختلفوا في الإشارة للحرف المدغم إعرابُه في حال الجر والرفع. فروى الفارسي عن المعدل، ومَدْيَن، الإشارة للحرف المدغم إعرابه، ومضى مَنْ بَقِيَ على ترك الإشارة للحرف المدغم إعرابه في حال الرفع والجر إلَّا أن الفارسي استثنى الباء في الباء، والميم في الميم، والفاء في الفاء، والباء في الفاء، والباء في الميم، والميم في الباء، فإنه لا يشير إلى إعراب فيهنَّ.
فصل
فأَمَّا ما ذكرته من إِدغام الحرفين المتحركين المثلين أَوْ المتقاربين أَوْ المشتركين فعلى ما قررت معرفته، وهو أَنْ لا يكون الأول منهما تاء الخطاب من كلمةٍ أَوْ كلمتين إِذا سَكَنَ ما قبل الأول منهما، وليس بحرف لين نحو: ﴿لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ﴾