فبلغوا مبلغًا عظيمًا من النهب والقتل، فبعث أمير المؤمنين هارون يحيى بْن مُعاذ فِي أمرهم، فسار يحيى إلى فِلَسطين، فبعث قائدًا من قُوَّاده فِي طلب أَبِي النَّدى، وابن عابس، وبعث الْحُسَيْن بْن جميل من مصر بعبد العزيز بن الوزير بْن ضاني الجَرَويّ فِي عسكر، فالتقى العسكران بأَيْلة فحرو سلام النوى، ثم أُدرك فأُخذ وكان أَبُو النَّدى، يَقُولُ:
ثمَّ سار يحيى بْن مُعاذ فِي جيشه ذَلكَ، فنزل بُلْبَيس، فأَذعن أهل الحَوْف بالخَراج، وكان نزوله بُلْبَيس لإحدى عشرة خلت من شوَّال سنة إحدى وتسعين ومائة، ثمَّ صُرف الْحُسَيْن بْن جَمِيل لثنتي عشرة ليلة من شهر ربيع الآخر اثنتين وتسعين ومائة.
مالك بْن دَلْهَم الكَلْبيّ
ثمَّ ولِيَها مالك بْن دَلَهم بْن عُمير بْن مالك بْن قِبَل الرشيد عَلَى صَلاتها وخَراجها، قدِمها يوم الخميس لسبع بقِينَ من شهر ربيع الآخر سنة اثنتين ومائة فجعل عَلَى شُرَطه محمد بْن يَزيد بْن آدم الأوْديّ من أهل حِمْص، وفرغ يحيى بْن مُعاذ من أمر