سجنه فِي جمادى الآخرة سنة سبعين، فأقام فِي السِّجن إلى أن عرضت لأحمد بْن طولون عِلَّته التي تُوفّي فيها، فوجّه إِلَيْهِ يستحلّه، فقال للرسول قُل لَهُ أَنَا شيخ كبير وأنت عليل مُدنِف، والملتقى قريب والله الحاجز بيننا.
وتُوفّي أحمد بْن طولون، فعُرّف بكَّار بموته.
قَالَ: مات البائس.
قِيلَ لبكَّار: انصرفْ.
قَالَ: الدار بأُجْرة وقد انِستُ بها فما مضى فعلى غيرنا، وما كَانَ فِي المُستأْنَف فعليَّ.
فأقام بكَّار فِي الدار بعد موت ابن طولون أربعين يومًا ثمَّ مات، فأُخرج منها إلى المُصلَّى، فصلَّى عَلَيْهِ أَبُو حاتم بن أخيه وكانت وفاته يوم الخميس لستٍّ بقِينَ من ذي الحجَّة سنة سبعين ومائتين، فكانت وِلايته أربعة وعشرين سنة وستَّة أشهر وستَّة عشر يومًا
حَدَّثَنِي عليّ بْن أحمد بْن محمد بْن سلامة، عَنْ أبيه، قَالَ:«تُوفّي بكَّار بن قُتَيبة القاضي يوم الخميس لخمس خلونَ من ذي الحجَّة سنة سبعين ومائتين، وصلَّى عَلَيْهِ ابن أخيه محمد بْن الْحَسَن بْن قُتَيبة، وأهله يقولون أن سِنّة يوم تُوفّي سبع وثمانون سنة».
وحَدَّثَنِي سُلَيْمَان بْن شُعَيب، أَنَّهُ سأَله عَنْ مولِده، فقال لسليمان: سنة أربع وثمانين ومائة، فقال لَهُ: أنت من أصحابنا.
وسمعت عليّ بْن أحمد بْن سلامة، يَقُولُ: تُعرَف الإِجابة عند قبر بكَّار بْن قُتَيبة
محمد بْن عَبْدة بْن حَرْب
وأقامت مِصر بعد موت بكَّار بلا قاضٍ حتى ولَّى خُمارَوَيْه بْن أحمد بن طولون محمد بْن عَبْدة يُكنى أَبَا عُبَيْد اللَّه المظالم، ثمَّ ولَّاه القضاء فِي سنة سبع وسبعين ومائتين، فلم