إبراهيم بْن صالح بْن عليّ بْن عبد الله بْن عَبَّاس
ثمَّ ولِيَها بْن صالح بْن عبد الله بْن عبَّاس من قِبَل المَهدي عَلَى صلاتها وخَراجها، قدِمها يوم الخميس لإحدى عشرة خلت من المحرَّم سنة خمس وستّين ومائة فجعل عَلَى شُرَطه عَسَّامة بْن عمرو، فاستخلف عَسَّامة عَلَى الشُّرَط يزيد بْن خَالِد بْن مَسْعُود الحلاني من الكُلاع، فمات يزيد، فاستخلف عليها عَسَّامة عَلَى الشُّرَط أيضًا محمد بْن سَعِيد بْن عامر الصَّدَفيّ، فمات، فاستخلف عَسَّامة أيضًا عَمَّار بْن مُسلم بْن عبد الله بْن مُرَّة الطائيّ من الغَوث، وابنتي إبراهيم بْن صالح داره العُظمى المعروفة اليوم بدار عَبْد العزيز التي فِي الموقِف، ثمَّ وهبها عند خُروجه لآل عبد الرحمن بْن عَبْد الجبَّار.
وخرج دِحْية بْن مصعَب بْن الأصبغ بْن عَبْد العزيز بْن مَرْوان بصعيد مصر ونابذ، ومنع الأموال، ودعا إلى نفسه بالخلافة، فبلغ ذَلكَ إبراهيم بْن صالح فتراخى عَنْهُ ولم يحفِل بأمره حتى ملك عامَّة الصعيد، فبلغ ذَلكَ المَهديّ، فسخِط عَلَى إبراهيم بْن صالح وعزله عزلًا قبيحًا، فولِيَها إبراهيم إلى أن صُرف عَنْهَا يوم السبت لسبع خلونَ من ذي الحجَّة سنة سبع وستّين ومائة ولِيَها ثلاث سنين.