بالليل ومنع أهل الحوانيت من غلقها حتى حطّوا عليها شرائج القصَب تمنع الكِلاب منها، ومنع حُرَّاس الحمَّامات أن يجلِسوا فيها، وقال: من ضاع لَهُ شيء فعليَّ أَداؤُه، فكان الرَّجُل يدخل الحمَّام، فيضَع ثِيابه، ويقول: يا أَبَا صالح احفَظها.
فكانت الأموال عَلَى هذا مُدَّة وِلايته.
وحَدَّثَنِي ابن قُدَيد، قَالَ: حَدَّثَنِي يحيى بْن عثمان، قَالَ: حَدَّثَنِي حَرْمَلة بن يحيى، قَالَ:«كَانَ الَّذِي أخذ أهل مِصر بلَبْس القلانِس الطِّوال فِي الدخول فيها عَلَى السُّلطان يوم الإثنين والخميس».
قَالَ: يحيى بْن داود الخُرْسيّ أخذ بذلك الفقهاء والأشراف، وأهل البُيوتات.
قَالَ يحيى: وكان أَبُو جَعْفَر المنصور إذا ذكر الخُرْسيّ.
قَالَ: هُوَ رَجُل يخافني ولا يخاف اللَّه.
فولِيَها أَبُو صالح إلى المحرَّم سنة أربع وستين ومائة
سالم بْن سَوادة التَّميميّ
ثمَّ ولِيَها سالم بْن سَوادة التَّميميّ من قِبَل المَهديّ عَلَى الصلاة، وقدِم معه أَبُو قَطيفة إسماعيل بْن إبراهيم مولى لبني أَسَد على الخَراج وذلك يوم الأحد لاثنتي عشرة ليلة خلت من المحرَّم سنة أربع وستَّين ومائة، وإنَّما ذكرنا إسماعيل هاهُنا لأَنَّ كثيرًا من الناس يظنّونه وليَ صلاتها فجعل سالم عَلَى شُرَطه الأخضر بْن مَرْوان البِصْريّ، ثمَّ صُرف سالم بْن سَوادة عَنْهَا سلخ ذي الحجَّة سنة أربع وستّين ومائة ولِيَها سنةً.
حَدَّثَنِي ابن قُدَيد، عَنْ عُبَيْد اللَّه، عَنْ أبيه، قَالَ:«كَانَ يُقال لسالم بْن سَوادة سالم بْن الدُّؤَابة، وكان أجدع جدعته اليمانيَّة»