ثمَّ ولِيَها مُظفَّر بْن كَيْدُر باستخلاف أَبِيه لَهُ فجعل عَلَى شُرَطه ذاوَه، وخرج مُظفَّر بْن كَيْدُر إلى يحيى بْن الوَزير، فقاتله فِي بُحيرة تِنِّيس فأُسر يحيى بْن الوزير، وتفرَّق عَنْهُ أصحابه وذلك فِي جمادى الأولى سنة تسع عشرة، ثمَّ صُرفت مصر إلى أَبِي جَعْفَر أَشِناس، فدُعي لَهُ بها.
وحَدَّثَنِي ابن قُدَيد، عَنْ أَبِي نصر بْن صالح، عَنْ أشياخه، قَالُوا:«أوَّل من أمر بالتكبير بعد صلاة الجُمعة مُظفَّر بْن كَيْدُر.
فولِيَها مُظفَّر إلى شعبان سنة تسع عشرة»
مُوسَى بْن أَبي العَبَّاس
ثمَّ ولِيَها مُوسَى بْن أَبِي الْعَبَّاس من قِبَل أَبِي جَعْفَر أَشْناس عَلَى صلاتها مستهلّ رمضان سنة تسع عشرة فجعل عَلَى شُرَطه أَخاه الْحَسَن بن أَبِي الْعَبَّاس.
أخبرني ابن قُدَيد، عَنْ يحيى بْن عثمان، قَالَ:«كَانَ المؤذِنّون عَلَى الزمان يُؤذّنون بين يدي الإِمام يوم الجمعة من داخل المقصورة، فأوَّل من أخرجهم منها مُوسَى بْن أَبِي الْعَبَّاس فِي ولايته عَلَى مِصر.
فولِيَها مُوسَى إلى ربيع الأوَّل سنة أربع وعشرين ومائتين، فكانت وِلايته أربع سنين وتسعة أشهُر»