للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفَتْرة بين ابن المُنْكَدر وهارون بْن عبد الله

حَدَّثَنَا محمد بْن يوسف، قَالَ: حَدَّثَنِي ابن قُدَيد، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الرَّقْراق، قَالَ: «كَانَ كَيْدُر أمير مِصر، فأقام محمد بْن عبَّاد بْن مُكْنِف للمظالم يحكم بين الناس فِي الفَتْرة التي كانت بين ابن المُنْكَدِر، وهارون، وكان ينزل عند دار أَبِي عَون، وكان كُوفيًّا، فيحضر الوُكلاء عنده، وله صاحب مسائل يسأَل عَن الشهود، فلمَّا ولِيَ هارون، فسخ لَهُ أحكامًا كثيرةً»

حَدَّثَنَا محمد بْن يوسف، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سلَمة، عَنْ يحيى بْن عثمان، قَالَ: «أقامت مِصر بلا قاضٍ سنة خمس عشرة وستّ عشرة، فلمَّا قدِم المأمون مِصر فِي أوَّل سنة سبع عشرة طلب قاضيًا يقضي بين الناس، فصلَّى وأمر يحيى بْن أَكْثَم بالجلوس فِي المسجِد للقضاء، فجلس يحيى بْن أَكْثَم يوم السبت لإحدى عشرة خلت من المحرَّم سنة سبع عشرة، فقضى بين الناس، وتشاغل المأمون بحربه، وذُكر لَهُ غير واحد من أهلها، فلم يتِمّ، فخرج ولم يُولّ عليها أحدًا غير أَنَّهُ طلب عليّ بْن مَعْبَد بْن شدّاد العبديّ، فامتنع عَلَيْهِ»

حَدَّثَنَا محمد بْن يوسف، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن محمد بْن سلامة، قَالَ: سَمِعْتُ يُوُنس، يَقُولُ: سَمِعْتُ عليّ بْن مَعْبَد، يَقُولُ: " انصرفت من عند المأْمون وقد أبيت عَلَيْهِ الدُّخول فيما عرضه عليَّ من تولّي القضاء بِمصر، وفرشت حصيرًا وقعدت عَلَى بابي، وقلت: أَقربُ ممَّن عسى أن يأتيني يُعزّيني عَلَى ما نالني، فبينا أَنَا كذلك، إذ مرّ رجُلان، فسمِعت أحدهما، يَقُولُ لصاحبه: والله ما صحّ لَهُ إلى الآن شيء وقد فتح بابه وفرش حصيره.

فقلت لمن كَانَ عندي: حدث حادث انصرفوا.

فانصرفوا ودخلتُ، ورددت الباب وقعدت من ورائه، وقلت: أقربُ عَلَى مَنْ عسى أن يجيء من إِخواني، فمرّ رجلان، فسمعت أحدهما، يَقُولُ لصاحبه: والله ما صحّ لَهُ من الإخوان شيء، فقد أغلق بابه، فكيف لو صح لَهُ شيء.

فقلت: يا نفس، أَلا كنت لا تسلَمين بفتح بابك ولا تسلَمين بغلقه، فهل بينهما واسطة "

حَدَّثَنَا محمد بْن يوسف، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن محمد بْن سلامة، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بْن شُعيب الكَيسانيّ، قَالَ: سَمِعْتُ عليّ بْن مَعْبَد بْن شدّاد، يَقُولُ: " كَانَ بيني وبين المأْمون، أن

<<  <   >  >>