ثمَّ ولِيها مَسْلَمة بْن مُخلَّد الأَنصاريّ من قِبَل مُعاوية وجمع لَهُ الصلاة والخراج والمَغرِب، فجعل عَلَى شُرطته السائب بْن هِشام بْن كِنانة العامريّ إلى سنة تسع وأربعين، ثمَّ صرفه وجعل مكانه عابس بْن سَعِيد المُراديّ، ثمَّ الغُطَيفيّ، وانتصبت وَلاؤه وغزواته فِي البرّ والبحر، وفي إمرته نزلت الرُّوم البُرُّلس فِي سنة ثلاث وخمسين، واستُشهد يومئذٍ وَرْدان مولى عمرو بْن العاصِ، وعايذ بْن ثعلبة البَلَويّ، وأَبو رُقَّية عمرو بْن قيس اللَخْميّ فِي جمعٍ من الناس كثير.
وأَمر مَسْلَمة بالزيادة فِي المسجد الجامع، فهدم ما كَانَ عمرو بناد فِي سنة ثلاث وخمسين.
وفيها أَمر مَسلمة بابتناء منار المساجد كلّها ودفع ذَلكَ عَنْ خَولان، وتُجِيب، وأَمر المؤَذّنين أن يكون أَذانهم فِي الليل فِي وقت واحد، فكان مؤَذّنو المسجد الجامع يؤذنون للفجر، فإذا فرغوا من أَذانهم أَذَّن كل مؤَذّن فِي الفُسطاط فِي وقت واحد، الأَمر عَلَى ذَلكَ إلى دخول المُسوِّدة.
ثمَّ صرف مَسْلَمة عابسَ بْن سَعِيد عَن الشُّرَط وولَّاه البحر، فغزا أسطادنه وردّ السائب بْن هِشام عَلَى شُرَطه، فكان عَلَى الشُّرَط إلى سنة سبع وخمسين، فعزل السائب