ثمَّ ولِيَ القضاء بها عبد الرحمن العُمَريّ من قِبَل هارون الرشيد، دخلها فِي صفر سنة خمس وثمانين ومائة.
حَدَّثَنَا محمد بْن يوسف، قَالَ: حَدَّثَنِي ابن قُدَيد، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْد اللَّه بن سَعِيد، عَنْ أبيه، قَالَ:«قدِم العُمَريّ، فعزل إِسْحَاق بْن الفُرات، وركب طريق محمد بْن مَسروق باتّخاذ الشهود، وجعل أسماءهم فِي كتاب وهو أوَّل من فعل ذَلكَ ودوّنهم وأسقط سائر الناس، ثمَّ فعلت ذَلكَ القُضاة من بعده حتى اليوم»
حَدَّثَنَا محمد بْن يوسف، قَالَ: أخبرني أَبُو سلَمة، عَنْ يحيى بْن عثمان، عَنْ أبيه، قَالَ:«كَانَ العُمَريّ أوَّل من دوَّن الشهود فِي كتاب».
قَالَ يحيى: وكان كُتَّابه أَبُو داود النحَّاس وهو أعظمهم قدرًا، وكبيش بن سلَمة، وزكريَّاء بْن يحيى الحَرَسيّ، وخالد بْن نَجيح، وإسحاق بْن محمد بن نجيح
حَدَّثَنَا محمد بْن يوسف، قَالَ: وأخبرني أَبُو سلَمة، عَنْ يحيى بْن عثمان، عَن ابن عُفَير، قَالَ: قَالَ لي مالك: «لا أرى أن تُشترط المرمّة فِي الأحباس».
قَالَ سَعِيد: فذكرت هذا لأبي عبد الله بْن عبد الرحمن بْن عبد الله العُمَريّ قاضينا، فقال لي: لولا المرمّة ما بقِيَت الأحباس لأهلها.
قَالَ سَعِيد: وكان العُمَري من أشدّ الناس لِعمارة الأحباس، كَانَ يقِف عليها بنفسه ويجلِس مَعَ النَّائِين أكثر نهاره
حَدَّثَنَا محمد بْن يوسف، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن داود، عَن ابن أخضر، عَن ابن قُدَيد، قَالَ:«لمَّا ولِيَ العُمَريّ جعل أشهب بن عبد العزيز على مسائله، وضم إليه يحيى بن عبد الله بن حرملة، ويحيى بن عبد الله بن بكير، وأمرهم بإقامة من عرف منه ستر وفضل»
حدثنا محمد بن يوسف، قَالَ: حَدَّثَنِي عمّي، قَالَ: حَدَّثَنِي أحمد بْن وزير، قَالَ: «كَانَ بين