وخرج رجُل من القِبْط، يُقال لَهُ: يُحَنِّس بسَمَنُّود، فبعث إِلَيْهِ عَبْد الملك بعبد الرَّحْمَن بْن عُتْبة المَعافريّ، فقُتل يُحَنِّس فِي كثير من أصحابه، وخالف عمرو بْن سُهيل بْن عَبْد العزيز بْن مُرْوان عَلَى مروان أمير المؤمنين، وتابعه عَلَى ذَلكَ الدُّماحِس بْن عَبْد العزيز الِكنانيّ فِي جمع من قيس، فنزلوا الحَوْف الشرقيّ وأظهروا الفَساد، فبدر عَبْد الملك بْن مَرْوان أهل الديوان إليهم وجعل عَلَى جماعتهم مُوسَى بْن المهند بْن داود بْن نُصير، فساروا فِي سبعة آلاف إلى بُلْيَس، فلمَّا التقوا دعوا إلى الصُّلح عَلَى أنَّهم يُخرِجون عمرو بْن سُهَيل، والدُّماحِس إلى أيّ أرض شاءَ، فأجابهم مُوسَى بْن المهند إلى الصُّلح وانصرفوا، ثمَّ ظفِر بعد ذَلكَ بعمرو بْن سُهيل فحُبس بالفُسطاط.
قدوم مَرْوان بْن محمد إلى مصر
وأجمع جُند مِصر عَلَى منع مَرْوان إن هُوَ سار إليهم وجعلوا عَلَى أمرهم ذَلكَ عُبَيْد اللَّه بْن عبد الرحمن بْن عُميرة الحَضْرَميّ، فقدِم عُبَيْد اللَّه بن مَرْوان عَلَى مُقدَّمة أبيه، فدعاهم ابن عُميرة إلى النهوض معه، فتثاقلوا عَنْهُ، فرفض أمرهم.
وقدِم مَرْوان بْن محمد مِصر يوم الثلاثاء لثمان بقين من شوَّال سنة اثنتين وثلاثين ومائة، وسودَّ أهل الحَوْف الشرقيّ، وأوَّل من سوَّد هُناك شُرَحبِيل بْن مُذيلفة الكَلْبيّ الزُّهَيريّ، ولحِق الأسود بْن نافع ابن أَبِي عُبيدة بْن عُقْبَة بْن نافع الفِهْريّ بالإسكندريَّة،