ولاية قيس بْن سعد بْن عُبادة بْن دُليم بْن حارثة بْن أَبِي حَزِيمة بن ثَعلبة بْن طرَيف بْن الخَزْرَج بْن ساعده بْن كَعب بْن الخَزْرَج
ثمَّ ولِيَها قيس بْن سعد بْن عُبادة الأنصاريُّ من قِبَل أمير المؤمنين عليّ بْن أَبِي طَالِب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لمَّا بلغه مُصاب ابن أَبِي حُذيفة بعثه عليها وجمع لَهُ الصلوة والخراج، فدخلها مستهلّ شهر ربيع الأوَّل سنة سبع وثلاثين، فجعل عَلَى شُرطته السائب بْن هِشام بْن كِنانة، فاستمال قيس بْن سعد الخارجية بخَرِبْتا، وبعث إليهم أعطياتهم، ووفد عَلَيْهِ وفدهم، فأكرمهم وأَحسن إليهم.
فحَدَّثَنِي محمد مُوسَى الحَضْرَميّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن يحيى بْن عُميرة، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بْن يوسف، عَن ابن لَهِيعة، عَنْ يونُس بْن يزيد، عَن ابن شِهاب، قَالَ: " كانت مِصر من جيش عليّ فأمَّر عليها قيس بْن سعد، وكان من ذوي الرأي والبأس إلَّا ما غلب عَلَيْهِ من أمر الفِتنة، فكان مُعاوية، وعمرو جاهدين أن يُخرجاه من مِصر، فتغلَّب عَلَى أمرها وكان قد امتنع منهما بالدَّهاء والمكايدة، فلم يقدِرا عَلَى أن يلِجا مِصر حتَّى كاد مُعاوية قيسًا من قِبَل عليّ، فكان مُعاوية يحدّث رِجالًا من ذوي الرأي من قُريش، فيقول: ما ابتدعتُ من مكايدة قطّ أعجب إليَّ من مكايدةٍ كدت بها قيس بْن سعد حِين امتنع مني قيس، قلتُ لأهل الشام لا تسبُّوا قيسًا ولا تدعوا إلى غزوه، فإنَّ قيسًا لنا شيعة تأْتينا كُتُبه ونصيحته، أَلا ترون ماذا يفعل بإخوانكم النازلين عنده بخَرِبْتا، يُجري