يرون أن حقوقهنَّ فِي رِقابهنَّ، يسئلون الَّذِي لهم، ويقول بعض غُرمائه: كَانَ دَينه قبل أن يبتاع تِلْكَ الولائد.
فأَقم أولئك الولائد قيمةَ عدل، فأيّتهنَّ ما استقلَّت بثمَنها الَّذِي أقمتَ بِهِ، فلتفتكّ بِهِ نفسها لِتُعْتَقَ، فإنه لَيْسَ علهيا إلَّا ذَلكَ، ومن لم تفتكّ نفسها بثمنها، فهي أمة تُدفع إلى الغُرَماء والغُرَماء فِي ذَلكَ أُسوةُ ما بلغ إن كَانَ الَّذِي عَلَى الرجُل من الدَّين، فهو أفضل ممَّا تبلغ قيمة أُولئك الولائد، فإن قصُر عمَّا يُحيط بقيمتهنَّ كلّهنّ، جُعل الغُرماء أسوةً فِي ذَلكَ ما بلغ يخص كلّ امرأَة منهن ما بلغت قيمتها، وكتبتَ تذكر أن رجُلًا ابتاع رقيقًا، فانطلق بِهِ عامدًا إلى البأْر، فأُصيب رفيقه عَلَيْهِ دَين كثير، ولم يبقَ، لَهُ مال، فجعلته فِي أيدي الغُرَماء حتى يأتيك أمري فِيهِ، فمُر ذَلكَ الرجُل، فليسعَ فِي دَينة وأْمُرْ غُرَماءه، فليرفُقوا بِهِ حتى يقضي الَّذِي عَلَيْهِ ولا يُباع، واجعَل الغُرماء أُسوةً فيما يسعى فِي من الدَّين لهم، كلّ رجُل منهم يخُصّه الَّذِي لَهُ ما بلغ، وتذكر أن منهم رجلًا يبتاع الولائد بالنَّظِرة بالمال المرتفع، ويبيع بالنقد الَّذِي يشتري بثُلُث الثمن أو ببعضه، وتقول: فلم يزَلْ ذَلكَ شأْنه حتَّى ترابى عَلَيْهِ من الدين ثلاثمائة دينار.
وتقول: جاءَني أصحابه يسأَلوني أن يُباع لهم، وتذكر أنك جعلته فِي أيديهم حتى يأتيك أمري، فمُر ذَلكَ الرجُل، فلْيسْعَ فِي الَّذِي عَلَيْهِ ويسأَل حتَّى يقضي، ولا يُمكَّن غُرَماؤه من بيعه، ومُرْهم فليرفقوا بِهِ حتى يُؤَدّي اللَّه عَزّ وجلّ ما عَلَيْهِ، والسلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته «.
وكُتِبت لصباح يوم الخميس لأربع خلونَ من ذي الحجَّة تسع وتسعين.
فولِيَها عِياض الثانية إلى أن صُرف عَنْهَا بكتاب أمير المؤمنين عُمَر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لعشر بقِينَ من رجب سنة مائة، وليَها سنةً وسبعة أشهُر»
عبد الله بْن يزيد بْن خُذامر
ثمَّ ولِيَ القضاء بها عبد الله بْن يزيد بْن خُذامر من قِبَل أمير المؤمنين عُمَر بْن عَبْد العزيز.
حَدَّثَنِي ابن قُدَيد، عَنْ يحيى بْن عثمان بْن صالح، عَنْ أبيه، وابن بُكَير، وابن عُفَير، عَن ابن