حَدَّثَنَا محمد بْن يوسف، قَالَ: حَدَّثَنَا يحيى بْن خلَف، عَنْ أبيه، عَنْ أشياخه، قَالَ:«ثمَّ قدِم مَسْلَمة الفُسطاط، فعزل السائب عَنْ شُرَطه، وولَّى عليها عابس بْن سَعِيد، وعزل سُلَيم بْن عِتْر عَن القضاء وجعله إلى عابس، فجمع لَهُ القضاء والشُّرَط وهو أوَّل من جُمِعا لَهُ، فولِيَها سُلَيم بْن عِتْر إلى أن عُزل عَنْهَا فِي سنة ستّين، فكانت ولايته عليها عشرين سنة»
عابس بْن سعد
ثمَّ ولِيَ القضاء بها عابس بْن سَعِيد المَراديّ من قِبَل الأمير مَسْلَمة بن مُخلَّد سنة ستّين، وولِيَ مِصر سَعِيد بْن يزيد الأَزديّ، فأقرّ عابسًا عَلَى القضاء والشُّرَط جميعًا إلى موت يزيد بْن مُعاوية سنة أربع وستّين، فبايع أهل مِصر ابنَ الزُّبَير، وبعث عليها عبد الرحمن بْن عُتْبة بْن جَحْدَم الفِهْري أميرًا، فأقرّ عابسًا عليها، وسار مَرْوان بْن الحكَم من الشام إلى مِصر، وكان عابس بْن سَعِيد من شِيعة مَرْوان وممَّن يكاتبه بالطاعة ويحرّضه عَلَى المسير إليها مَعَ جمع من وجوه أهل مصر، ثمَّ دخلها مرْوان بصُلح لغرَّة جمادى الأولى سنة خمس وستّين.