فحَدَّثَنِي يحيى بْن أَبِي مُعاوية، قَالَ: حَدَّثَنِي خلَف بْن ربيعة، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، وعبد اللَّه بْن بَكَّار، وزياد بْن يُونِس، عَن ابن لَهِيعة، قَالَ: " لمَّا قدِم مَرْوان مِصر سأَل عَن القاضي.
فقيل: هُوَ عابس بْن سَعِيد.
فدعاه، فقال: أَجمعتَ القُرآن؟ قَالَ: لا.
قَالَ: فتفرِض الفرائض؟ قَالَ: لا.
قَالَ: فتكتب بيدك؟ قَالَ: لا.
قَالَ: فبِمَ تقضي؟ قَالَ: أقضي بما علِمت، وأسأَل عمَّا جهلت.
قَالَ: أنت القاضي "
حَدَّثَنَا محمد بْن يوسف، قَالَ: حَدَّثَنِي السكَن بْن محمد بْن السكَن التُّجِيبيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بْن أَبِي ناجِية المُقري، عَنْ زياد بْن يُونس، قَالَ: حَدَّثَنِي بَكر بْن مُضَر، عَنْ عُبَيْد اللَّه بْن أَبِي جَعْفَر، أن عابس بْن سَعِيد دعاه مَرْوان، فقال لَهُ: أَعَلِمتَ الفرائض؟ قَالَ: لا.
قَالَ: أَفتجمع القُرآن؟ قَالَ: لا.
قَالَ: فكيف تقضي؟ قَالَ: ما علمتُه قضيتُ بِهِ، وما جهِلته سألتُ عَنْهُ.
قَالَ لَهُ: اقضِ بهذا، ثمَّ إنّ مَرْوان سأَله بعد ذَلكَ عَنْ فريضة، فأصاب.
وسأله عَنْ مسألة فِي الطَّلاق، فأصاب وسأَله عَنْ شيء من القُرآن، فأصاب.
فقال مَرْوان: عباد اللَّه، أَلا تعجَبون من عابس، زعم أنَّه لا يُحسِن الفرائض والقُرآن ولكن المؤمن يهضِم نفسه ".
قَالَ عُبَيْد اللَّه: وسأَلتُ حَنَش بْن عبد الله، قلتُ: كيف جُعِل عابس قاضيًا وهو أعرابيّ مَدَريّ؟ قَالَ: إِنَّه جالَس عُقْبة بْن عامر وعبد اللَّه بْن عمرو حتَّى استفرغ عِلمهما.
ثمّ أَقرَّه عَبْد العزيز بْن مَرْوان عَلَى القضاء والشُّرَط، ثمَّ استخلفه حِين خرج إلى الشام
حَدَّثَنَا محمد بْن يوسف، قَالَ: فحَدَّثَنِي ابن قُدَيد، قَالَ: حَدَّثَنِي عليّ بن عمرو بْن خَالِد، قَالَ: حَدَّثَنِي أَسَد بْن سَعِيد، عَنْ أبيه، قَالَ: " استخلف عَبْدُ العزيز عابس بْن سَعِيد وفرض الفرائض، وزاد فِي العَطاء، وحفر خليج عابس، فبُغي عند عَبْد العزيز، وقيل: فرض للمقضامي فِي عشره عشرة وفي سرف العطاء، فقال: ما حملك عَلَى ما فعلت؟ فقال: أحببتُ أن أُثبت وطأَتك ووطأَة أخيك، فإن أردتّ أن تنقضه، فانقضْه.
قَالَ: ما كنَّا لنُغيّر ما فعلتَ.