الجبَّار بْن عبد الرحمن الأَزديّ، وكانوا وجوه أهل خُراسان بِمصر، فدَنوا من الفَساد عَلَى السَّريّ وبايعهم الجُند عَلَى ذَلكَ، وأظهروا كتابًا من طاهر بْن الْحُسَيْن بولايته سُليمان بْن غالب بْن جِبْرِيل عليها، فوثبوا إلى السَّريّ لمستهل ربيع الأوَّل سنة إحدى ومائتين، فكانت وِلايته عليها ستَّة أشهُر
سُلَيْمَان بْن غالب بْن جِبْرِيل البَجَليّ
ثمَّ ولِيَها سُلَيْمَان بْن غالب بْن جِبْريل البَجَليّ عَلَى صلاتها وخَراجها، بايعه الجند يوم الثلاثاء لأربع خلونَ من شهر ربيع الأوَّل سنة إحدى ومائتين فجعل عَلَى شُرَطه أَبَا بَكْر بْن جُنادة بْن عيسى المَعافريّ، ثمَّ عزله وولَّى عَبَّاس بْن لَهِيعة بْن عيسى الحَضْرَميّ.
وانتهب الجُند منزِل السَّريّ، فهرب منهم، فلجأَ إلى دار عَسَّامة بْن عمرو، ثمَّ سيَّره سُلَيْمَان بْن غالب بْن جِبرِيل إلى إخْمِيم من صعيد مِصر، فكتب السَّريّ إلى بني مُدْلِج، فلحِقوا بِهِ هُمْ وكثير من الناس، وأقبل السَّريّ سائرًا فيهم إلى الفُسطاط، فبلغ ذَلكَ سُلَيْمَان بْن غالب، فبعث إِلَيْهِ بجيش، فالتقوا بقِمَن، فحاربوه فانهزم السري وأسر هو وابنه ميمون، فأمر سليمان بردها إلى إخميم، وقيْدهما وسَجنْهما، وكانت هذه الوقعة فِي جمادى الأولى سنة إحدى ومائتين.
قَالَ: واستفسد سُلَيْمَان بْن غالب أهل خُراسان، وقدّم عليهم أتباعه وبِطانته، ففسدوا عَلَيْهِ، وتنكَّروا لَهُ وهمّ: سُلَيْمَان بالفتك فيهم ليقوى أمره، فألّب عَبَّاد بْن محمد عَلَيْهِ، فخلعوه وقام بالأمر عليّ بْن حَمْزة بْن جَعْفَر بْن سُلَيْمَان بْن عليّ بْن عبد الله بْن عَبَّاس وذلك لمستهلّ شعبان سنة إحدى ومائتين، وسأل الجُند عَبَّادً، أن يبايع، فامتنع ولحِق بالجَرَويّ، وقال لهم عَبَّاد: هذا الرَّسُول قادم عليكم بولاية السَّريّ.
فانطاعوا إلى ذَلكَ، ولحِق سُلَيْمَان بْن غالب بالجَرَويّ، فكان معه، فكانت وِلايته خمسة أشهُر.