وأمر البريد أن يكتم ذَلكَ وأن تكون موافاته يوم جُمعة، فلمَّا قدِم الرَّسُول ودفع إِلَيْهِ الكتاب، راح كما كَانَ يروح فركع قريبًا من المِنبر، وابن رفاعة يومئذ أمير الجند، فلما أذن المؤذن صعد أيوب المنبر فخطب الناس وصلَّى بهم الجمعة وانصرفوا، وأقبل ابن رِفاعة رائحًا، وكان يروح ماشيًا وأخوه بين يديه عَلَى شُرَطه، فلَقي أخوه أوائل المنصرفين، فقال: مَهْ.
فقيل لَهُ: صلَّى بالناس أيّوب بْن شُرَحْبِيل.
فوقف حتى أدركه أخوه، فأعلمه، فقال: إنهن فِيهِ امضِ كما أنت.
فدخل المسجد، فصلَّى، ثمَّ مال إلى مجلس قَيس، فلمَّا صلَّى العصر دخل إلى أيّوب فهنَّأه، ثمَّ انصرف "، وكانت ولاية عَبْد الملك عليها ثلاث سنين
ثمَّ وليَها أَيُوب بْن شُرَحْبِيل من قِبَل أمير المؤمنين عُمَر بْن عَبْد العزيز عَلَى صلاتها فِي ربيع الأوَّل سنة تسع وتسعين فجعل عَلَى شُرَطه الْحَسَن بْن يزيد الرُّعَينيّ، ثمَّ أحد عَجلان بْن سريح، وورد كتاب أمير المؤمنين بالزيادة فِي أَعطِيات الناس عامَّة، وحُرّمت