ولم يدخل.
فقال لَهُ الفَضْل بعد ذَلكَ: أرسلت إليك فلم تأْتِ.
قَالَ: قد جئت بكذا والغُلام الأسود عَلَى الباب.
فسكت الفضل ولم يعُدْ إِلَيْهِ سَعِيد ".
قَالَ أَبُو الرَّقْراق: وكان مُطَّلِب أجرى عَلَى الفَضل بْن غانم مائة وثمانية وستّين دينارًا فِي كُلِّ شهر، وهو أوَّل قاضٍ أُجرِي عَلَيْهِ هذا
حَدَّثَنَا محمد بْن يوسف، قَالَ: حَدَّثَنَا القاسم بْن حُبَيش بْن بُرْد، وأبو سلمة، قالا: حَدَّثَنَا عبد الرحمن بْن عَبْد الحكَم، قَالَ: «أقام الفَضْل عَلَى القضاء سنةً أو نحوها ثمَّ غضِب عَلَيْهِ المُطَّلِب، فعزله»
حَدَّثَنَا محمد بْن يوسف، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن قُدَيد، عَن ابن عثمان، قَالَ: «كَانَ سُلَيْمَان بْن يحيى بْن وزير التُّجِيبيّ أوّل أهل المسجِد، وثب عَلَى الفَضْل، ورفع عَلَيْهِ إلى مُطَّلِب حتى عزله»
حَدَّثَنَا محمد بْن يوسف، قَالَ: حَدَّثَنِي ابن قُدَيد، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بْن جَعْفَر بْن الْإِمَام، عَن الفَضْل، قلت لَهُ: " إنَّ هذا كَانَ عندنا عَلَى القضاء قبل المائتين.
فقال لي: إِنَّه عاش بعد رجوعه من عندكم زمانًا طويلًا.
فولِيَها الفَضْل إلى أن صُرف عَنْهَا فِي المحرَّم سنة تسع وتسعين ومائة لم يتمّ سنةً "
لَهِيعة بْن عيسى الثانية
ثمَّ ولِيَ القضاء بها لَهِيعة بْن عيسى من قِبَل المُطَّلِب وهو وِلايته الثانية، ولِيَها فِي المحرَّم سنة تسع وتسعين ومائة، واستكتب سَعِيد بْن تَلِيد، وأبا الأسود البَصْريّ، وجعل عَلَى مسائله سَعِيد بْن تَلِيد، وأمره أن يجدّد السؤَال عَن الشهود والموسومين بالشهادة فِي كل ستَّة أشهُر، فمن حدثت لَهُ جُراحة أوقفه.
حَدَّثَنَا محمد بْن يوسف، قَالَ: حَدَّثَنِي بذلك ابن قُدَيد، عَنْ يحيى بْن عثمان، عَنْ أبيه.
وحَدَّثَنَا محمد بْن يوسف، قَالَ: وحَدَّثَنِي أحمد بْن داود، عَن ابن أخضر، أن لَهِيعة أمر صاحب مسائله، أن يسأَل عَنْ شهوده فِي كل ستَّة أشهُر، واتّخذ شهودًا جعلهم بِطانته، منهم: سَعِيد بْن تَلِيد، ومُعاوية الأَسْوانيّ، وسليمان بْن بُرْد فِي نحو من ثلاثين رجُلًا ".
قَالَ ابن أخضر: فقلتُ لابن وزير: هَلْ علِمت أَنَّهُ أسقط أحدًا ممَّن كَانَ شهِد عنده ممَّن