ثمَّ ولِيَها خُوط عَبْد الواحد بْن يحيى من قِبَل المنتصِر عَلَى صلاتها وخراجها، قدِمها يوم الأربعاء لسبع بقِينَ من ذي القعدة سنة ستّ وثلاثين فجعل عَلَى شُرَطه محمد بْن سُلَيْمَان بْن غالب بْن جِبْرِيل البَجَليّ، ثمَّ صُرف خُوط عَنْ خَراجها يوم الثلاثاء لسبع خلونَ من صفر سنة سبع وثلاثين، وأُقرّ عَلَى الصلاة، وورد كتاب المُتوكِّل، والمنتصِر يوم الأربعاء لليلتين خلتا من ربيع الأوَّل سنة سبع وثلاثين ومائتين، فأخذ بني عَبْد الحكَم وزكَرِيَّاء كاتب العُمَريّ، وحَمزة بْن المُغِيرة، ويزيد بْن سِنان فِي أموال الجَرَويّ، فحُبسوا فيها مَعَ اللصوص وتتُبِّعت أموالهم، ونُهبت منازلهم.
وقدِم يزيد التُّركي ليلة الأربعاء لليلة بقِيَت من ربيع الأوَّل سنة سبع وثلاثين فِي طلَب أموال الجَرَويّ، وأخْذها ممَّن هِيَ عنده، وقدِم معه عبد الله بْن عليّ بْن عَبْد العزيز الجَرَويّ، فأطلق يزيد التُّركيّ محمد بْن أَبِي الليث القاضيّ من السِّجن، وأمره بالحُكم عَلَى بني عَبْد الحكَم عليهم بألف ألف وأربع مائة ألف وأربعة آلاف دينار، وعلى زَكَريَّاء بثمانية آلاف دينار وذلك يوم السبت لثمان خلونَ من جمادى الأولى سنة سبع وثلاثين، ورفع القضيَّة إلى يزيد التُّركيّ، فألزم بني عَبْد الحكَم، وزَكريَّاء بالمال، وحكم عَلَى محمد بْن هِلال، ويزيد بْن سِنان، وحَمزة بْن المُغِيرة، ونودي فِي الناس: من كتم شيئًا من أموال الجَرَويّ حلَّ بِهِ وحلّ.
فالتوى بنو عَبْد الحكَم، فأخذ يزيد عَبْد الحكَم بن عبد الله بْن عَبْد الحكَم، فعذَّبه، فمات فِي عَذابه يوم الأحد لأربع بقِينَ من جمادى الأولى سنة سبع وثلاثين، وتتبَّع الناس وطولبوا، وورد كتاب المُتوكِّل بإطلاقهم فِي رجب سنة سبع، فأطلقهم خُوط، فولِيَها إلى سلخ صفر سنة ثمان وثلاثين ومائتين، وقدِم خليفة عَنْبَسة عَلَى صلاتها، والشركة فِي الخَراج مستهلّ ربيع الأول سنة ثمان وثلاثين.