ثمَّ قدِم حسَّان يوم السبت لاثني عشرة ليلة خلت من جمادى الآخرة سنة سبع وعشرين ومائة، فأسقط حسَّان فروض حَفص كُلّها.
فحَدَّثَنِي ابن قُدَيد، عَنْ عُبَيْد اللَّه بْن سَعِيد، عَنْ أبيه:" أن مروان ولَّى عيسى بْن أَبِي عَطاء الخراج، وحسَّان عَلَى الصلاة، فلمَّا استقرّ حسَّان عَلَى وِلايته وثب بِهِ قُوَّاد الفُروض، وقالوا: لا نرضى إِلَّا بحفص.
ورجعوا إلى دار حسَّان "، قَالَ سَعِيد، وأحمد بْن سِماك بْن نُعَيم: إنَّ ثابت بْن نُعيم الجُذاميّ ممَّن خالف عَلَى مَرْوان، كتب إلى حَفص بْن الوليد، مَعَ عَبْد العزيز بْن سِماك الحُذاميّ، وقدِم معه نفَر من اليمانيَّة، فخطبوا فِي مسجد مِصر، ودعَوا الناس إلى خلع مَروان، فلم يخالفهم أحدٌ إِلَّا يزيد بْن أَبِي أُمَيَّة المَعافِريّ.
فقال: تفسِدون جُندنا وتشيّعون أمرنا. . وقدِم عليهم أيضًا رسول زامل بْن عمرو من حِمص وقد خلع مَرْوان بها، فدعاهم إلى مِثل ما دعاهم إِلَيْهِ ثابت بْن نُعَيم
وحَدَّثَنِي أَبِي مُعاوية، قَالَ: حَدَّثَنِي خلَف بْن ربيعة، عَنْ أبيه، عَنْ جَدّه، قَالَ:" لمَّا ورد كتاب ثابت بْن نُعَيم، أجابه أهل مِصر إلى ما سأَل، وركِب جَابِر بْن الأَشْيم فِي أصحاب النُّدْبة إلى دار حسَّان بن عَتاهِية، فحاصروه فيها، وقالوا: أخرجْ عنَّا حيث شئت، لا تُقيم معنا ببلد وأخرجوا عِيسى بْن أَبِي عَطاء صاحب الخراج وذلك ليومين بَقِيا من جمادى الآخرة سنة سبع وعشرين ومائة "
وحَدَّثَنِي ابن قُدَيد، عَنْ عُبَيْد اللَّه، عَنْ أبيه، عَنْ عمرو بْن خري، قَالَ:«لمَّا رأَى ذَلكَ حسَّان نقض ولايتهم، وهرب حَفْص بْن الوليد إلى خَراب حِمْير، فانطلقوا، فاستخرجوه وأعادوه، فسكن الناس، فكانت ولاية حسَّان عليها ستَّة عشر يومًا»