للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عبد الرحمن بْن خَالِد بْن مُسافر بْن خَالِد بْن ثابت بْن ظاعن الفَهْميّ، يُكنى: أَبا الوَليد

ثمَّ ولِيَها عبد الرحمن بْن خَالِد بْن مُسافِر من قِبَل هِشام عَلَى صلاتها فجعل عَلَى شُرَطه عبد الله بْن يَسار الفَهمي.

فحَدَّثَنِي ابن قُدَيد، عَنْ عُبَيْد اللَّه بْن سَعِيد بْن عُفَير، عَنْ أبيه: " أن نافع بن أَبِي عبيدة بْن عُقبة بْن نافع الفِهريّ كَانَ عَلَى بحر أهل مِصر سنة ثمان عشرة ومائة، فنزلوا عَلَى تَرُوجَة، فحاصروها، ثمَّ انصرفوا، وأَقبلت سُفُن الرُّوم فأَسروا نُعَيم بْن العَجلان، وعبد العزيز بْن مَرْوان، فلمَّا قدِموا أَلْفَوا عَلَى مِصر عبد الرحمن بْن خَالِد بْن مُسافر، فكتب إلى هِشام يُخبره بمصابهم، وكان سالم أَبُو العلاء يقرأ الكُتُب فلا يُدخل عَلَى هِشام إلَّا ما يسرّه، فقال عبد الرحمن بْن مُسافِر لرسوله: أَدخلْ هذا الكتاب فِي خُفّك، وأَظهرْ هذا يُذكر فِيهِ الفتح والسلامة، فإذا دخلت فأخبرْ بالكتاب الَّذِي فِي خُفّك.

ففعل، فغضِب هِشام، وقال: أكتم مثل هذا.

فقيل لهشام: يا أمير المؤمنين، إنَّه ليّن وهو حدَث لا يستطيع بما هُوَ فيه.

فأَرسل هِشام إلى حَنْظَلة بْن صَفْوَان، فسأَله عَنْهُ، فلم يعرِفه، فقال: إنَّ امرءًا لا يعرِفه وهو والي مصر لجدير أن لا يستأهل ولايتها.

فعزله وولّى حَنْظَلة، فقدِمها يوم الرِّهان وقد فُرِش لابن مسافر فِي مِنبر الخيل، فجلس حَنْظَلة فِي مجلسه، وقدِم ابن مُسافر حتى بلغ جبَل يشكُر، فأُخبِر أن أميرًا قد قدَم وجلس فِي مِنبر الخيل، فقال لا اله إلا الله هكذا تقوم الساعة.

ومضى كما هو إلى منبر الخيل، فلمَّا رآه حَنْظَلة اعتذر إِلَيْهِ، وقال: لو علِمت أنَّك هُوَ ما وليت عليك.

فكانت ولاية ابن مُسافر عليها سبعة أشهر وخمسة أيَّام "

<<  <   >  >>