حَدَّثَنَا محمد بْن يوسف، قَالَ: حَدَّثَنِي عليّ بْن أحمد بْن سلامة، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: " كَانَ إبراهيم بْن الجرَّاح راكبًا فِي موكِب لَهُ فِيهِ جمع من الناس حتى بلغهم أَنَّهُ عُزل، فتفرَّقوا عَنْهُ فِي كل ناحية، فلم يبقَ منهم أحد.
فقال لغُلامه: ما بال الناس تفرّقوا؟ قَالَ: إنهم أُخبروا أن القاضي عُزل.
فقال: سُبحان اللَّه، ما كنت إلَّا فِي موكِب من ريح.
فولِيَها إبراهيم إلى أن أمره عبد الله بْن طاهر بالتوقّف عَن الحكم فِي ربيع الأوّل سنة إحدى عشرة ومائتين، ولِيَها خمس سنين وعشرة أشهُر، وجعل عبد الله بْن طاهر عَلَى المظالم عَطَّاف بْن غَزْوان، ثمَّ مات إبراهيم بالرَّمْلة سنة سبع عشرة ومائتين "
عيسى بْن المُنْكَدِر
ثمَّ ولِيَ القضاء بها عيسى بْن المُنْكَدِر من قِبَل عبد الله بْن طاهر، ولِيَها يوم الإثنين لعشر خلونَ من رجب سنة ثنتي عشرة ومائتين، وصرف عَطَّاف بْن غَزْوان عَن المظالم.
حَدَّثَنَا محمد بْن يوسف، قَالَ: حَدَّثَنِي ابن قُدَيد، قَالَ: حَدَّثَنَا يحيى بْن عثمان، قَالَ: سأَلت أَبَا يعقوب يوسف بْن يحيى البُويطيّ عَنْ سبب وِلاية ابن المُنْكَدِر القضاء، فقال: " أمر ابن طاهر بإِحضار أهل مِصر، فحضر الناس وكنت فيمن حضر، فدخلنا عَلَى ابن طاهر وعنده عبد الله بن عَبْد الحكَم.
فقال: إن جمعي لكم لِترتادوا لأنفُسكم قاضيًا.
فقال البُوَيطي: كَانَ أوّل من تكلَّم يحيى بْن عبد الله بْن بُكَير.
فقال: أيّها الأمير، ولِّ قضاءنا من رأَيت وجنبنا رجُليين تولِّ قضاءنا غريبًا ولا زرَّاعًا يعني بالغريب: إبراهيم بْن الجرَّاح "، قَالَ ابن عثمان: فأخبرني محمد بْن حمَّاد المدائنيّ.
قَالَ: فنهض إبراهيم بْن الجرّاح، وكان حاضرًا، فقال: أصلح اللَّه الأمير رجُل من أبناء الدولة الحُرمة.
فلم يستمع ابن طاهر إلى كلامه.
قَالَ البُوَيطيّ: ثمَّ تكلَّم أَبُو ضَمْرة الزُّهريّ، فقال: أصلح الأمير أصبغ بْن الفرَج الفقيه العالم.
وأصبغ حاضر المجلِس،