وأقبل عليّ بْن الجَرويّ أيضًا فِي المحرَّم سنة عشر ومائتين، فدخل تِنِّيس ودِمْيَاط بغير قتال، وأَتى مَحَلَّة شَرْقيُون، فبعث عُبَيْد بمحمد بْن سُلَيْمَان بْن الحكَم فِي المراكب، فنزل طُوخ، فبعث إِلَيْهِ ابن الجَرَويّ بابن غُصَين السَّعديّ، فقاتله، فانهزم ابن غُصَين ذَلكَ عليًّا، فمضى إلى الهُورِين ثمَّ دخل منها إلى جَرجير.
عبد الله بْن طاهر
وأقبل عبد الله بْن طاهر بْن الْحُسَيْن إلى الشام، فظفِر بنصر بْن شَبَث فِي سنة عشر ومائتين، وأقبل سائرًا إلى مِصر، فتلقّاه عليّ بْن الجَرَويّ بالأموال والإنزال، وانضمّ إِلَيْهِ، وبعث عبد الله بْن طاهر إلى عُبَيْد يدعوه إلى السمع والطاعة، فلم يتحاشَ عُبَيْد إلى ذَلكَ، وسار ابن طاهر، فنزل بُلْبَيس، فراسل عبيدًا أيضًا وخوَّفه ومنَّاه وأرهبه، فلم يجنح إلى شيء من ذَلكَ، وبعث عُبَيْد أيضًا أَبَا صالح حَمَّاد بْن المُخارِق إلى أمير المؤمنين المأمون، وجعل يدافع ابن طاهر، ويُحكم أموره، ويحفِر خَنْدَقه، ويشحن سُفُنه وجعل عليها ابن الأكشف، وابن طاهر يتراخى عَنْهُ، غير أَنَّهُ قد بعث عُمَّاله يجبُون الخَراج، وسار ابن طاهر من بُلْبَيس حتى نزل زُفيتة وعقد بها جِسرًا، وبعث عيسى بْن يزيد الجُلُوديّ إلى شَطُنُوف، وأقبلت سُفُن ابن طاهر من الشام فجعل عليها أَبُو السُّرور عسامة بْن الوزير الشَّيْبانيّ، فالتقوا، فانهزم أصحاب عُبَيْد، وأقبل ابن طاهر إلى خَنْدَق عُبَيْد الَّذِي احتفره، فنزل عَلَيْهِ يوم الجمعة لخمس خلون من المحرَّم سنة إحدى عشرة، فتقابلوا، فاستأمن أَبُو السُّرور فِي جمع كبير إلى ابن طاهر، ثمَّ تخامروا.