طُغْج، وأحمد بْن كَيْغَلَغ يوم الأربعاء لسبع بقينَ من شهر رمضان، فكفّ أحمد بْن كَيْغَلَغ عَن القتال وسلَّم إلى محمد بْن طُغْج، وتكفَّفا جميعًا، وكرِه حَبَشيّ والمَغاربة جميعًا المُقام مَعَ محمد بْن طُغْج، فركِبوا طريق الشرقيّة، ومعهم: بَجكم، وعليّ بْن بدر، ونظيف الموسوي، وعليّ المغربيّ.
محمد بْن طُغْج الثانية
ثمَّ ولِيَها محمد بْن طُغْج الثانية من قِبَل الراضي بالله عَلَى صلاتها وخراجها، يوم الخميس لستّ بقينَ من رمضان سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة، وجعل عَلَى شُرَطه سَعِيد بْن عثمان.
ولحِق حَبَشيّ وأصحابه بالفَيُّوم، فخرج إليهم صاعد بْن كَلملم فِي مراكبه يوم السبت لثلاث خلونَ من شوَّال سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة، ثمَّ قدِم أَبُو الفتح الفَضْل بْن جَعْفَر بْن محمد بْن فُرات مُكشّفًا، وقدِم بالخِلَع، فخُلِعت عَلَى محمد بْن طُغْج، ودخل صاعد كَلملم فِي مراكبه إلى المَنْهَى، ثمَّ صار إلى الفَيُّوم، فاقتتل مَعَ حَبَشيّ، فكان بينهم قتلى، ثمَّ ظفِر حَبَشيّ بصاعد، فأسره وقتله، وقتل أصحابه وذلك لتسع بقينَ من شوَّال، ثمَّ مضى حَبَشيّ من الفَيُّوم إلى الإسكندريَّة فِي جيشه، وسار عليّ بْن بَدْر، وبَجْكم فِي المراكب التي كانت لصاعد، فصبَّحوا الفُسطاط أوَّل يوم من ذي القعدة سنة ثلاث، فأَرَسوا بجزيرة الصِّناعة فشعَّثوها، ثمَّ مضَوا إلى جزيرة راشد، وركِب محمد بْن طُغْج فِي جيشه، فوقف بحِيالهم، ثمَّ انحدروا إلى الإسكندريَّة آخر النهار ولقوا حَبَشيّ وأجمعوا عَلَى اللَحاق ببَرْقَة، فساروا إليها وكتبوا إلى صاحب إفريقيّة يستأْذنونه فِي الدخول فِي عمَله ويسأَلونه أن يبعث إليهم بجيش يأخذون بِهِ مِصر، فإنَّهم يعلَمون وجوه الحرب، وكيف الوصول إليها، فبينا هُمْ فِي ذَلكَ تُوفّي حَبَشيّ بْن أحمد بالرَّمادة فِي صفر سنة أربع وعشرين، وبعث إليهم صاحب إِفريقيّة بجيش أمرهم بالمسير معهم إلى مصر وبلغ ذَلكَ محمد بْن طُعْج، فأمر بإخراج العساكر إلى الإِسكندريَّة والصعيد وذلك فِي ربيع