فبعث إليهم الحُرّ بأهل الديوان، فحاربوهم، فقُتل منهم بَشَر كثير، وذلك أوَّل انتقاض القِبط بِمصر، كَانَ انتقاضهم فِي سنة سبع ومائة، ورابط الحُرّ بْن يوسف بدِمْياط ثلاثة أشهُر من سنة سبع ومائة واستخلف عليها حَفْص بْن الوَليد، ثمَّ وفد الحُرّ إلى هِشام فِي شوَّال سنة سبع ومائة واستخلف على الفُسطاط حَفْص بْن الوليد، وقدِم فِي ذي القعدة، وكتب الحُرّ إلى هِشام يُعْلمه: أن النِّيل قد انكشف عَنْ أرض ليست لمُسلم ولا لِمُعاهد، فإن رَأَى أمير المؤمنين أن يأذَن بالبِناء فيها فإنَّ الناس مضطرّون إليها، فأَذِن لَهُ فِي بِنائها قيساريَّة، فابتدأ فِي بِنائها فِي رجب سنة سبع ومائة، وفرغ منها فِي سنة ثمان ومائة، وهي قيساريَّة هِشام التي عند الجِسر.
وفي سنة ثمان ومائة تباعد ما بين الحُرَّ بْن يوسف، وعبيد اللَّه بْن الحَبْحاب صاحب الخَراج، وكتب عُبَيْد اللَّه إلى هِشام يشتكي الحُرّ وكتب يستعفي من وِلايتها، فصرفه هِشام فِي ذي القعدة سنة ثمان ومائة، فكانت ولاية الحُرّ عليها ثلاث سنين سواء.
حَفْص بْن الوليد بْن يوسف بْن عبد الله بْن الحارث بْن جبَل بن كُلَيب بْن عَوف بْن مُعاهر بْن عمروِ بْن زيد بْن مالك بن زيد بْن الحارث بْن عمرو بْن حجر بْن قيس بْن كَعْب بْن سَهل بْن زيد بْن حَضْر مَوت