ثمَّ ولِيَها محمد بْن عَبْد الملك من قِبَل أخيه هِشام عَلَى صلاتها، دخلها يوم الأربعاء لإحدى عشرة ليلة خلت من شوَّال سنة خمس ومائة فجعل عَلَى شُرَطه حَفص بْن الوليد بْن يوسف الحضْرَمي، ووقع بمصر وباء شديد، فترفّع محمد بْن عَبْد الملك إلى الصعيد هاربًا من الوباء أيَّامًا، ثمَّ قدِم من الصعيد وخرج عَنْ مِصر لم يلِها إلَّا نحوًا من شهر.
فقال لَهُ: أَنَا أَليها عَلَى أنك إن أمرتني بخلاف الحقّ تركتُها.
فقال: ذَلكَ لك.
فولِيَها شهرًا، فأتاه كتاب لم يُعجِبْه، فرفض العمَل وانصرف إلى الأُرْدُنّ، وكان منزِله بها فِي قَرْية، يُقال لها: ريسون، فكتب: أَتترك مِصر لريسون حسرة، ستعلَم يومًا أي بيعتك أَربح، قد أَدرك هِشام مثل هذا.
فأجابه محمد: إنِّي لست أشكّ فِي أن أربح البيعتين ما صنعتُ "
الحُرّ بْن يوسف بْن يحيى.
بْن الحكم بْن أَبِي العاص بْن أُمَيَّة بن عَبْد شمس بْن عَبْد مَناف ثمَّ ولِيَها الحُرّ بْن يوسف من قِبَل هشام عَلَى صلاتها، دخلها لثلاث خلونَ من ذي الحجَّة سنة خمس ومائة، فأَقرّ حَفْص بْن الوليد عَلَى شُرَطه، وفي إمرة الحُرّ كتب عُبَيْد اللَّه بْن الحَبْحاب صاحب خَراجها إلى هِشام بأن أرض مصر تحتمل الزيادة، فزاد عَلَى كلّ دينار قيراطًا، فانتقضت كُورة تنو، وتُمَيّ، وقُرْبَيْط، وطُرابِيَة، وعامَّة الحَوْف الشرقيّ،