بُهلول اللَخْميّ قد تغلَّب عَلَى الإسكندريَّة فِي وِلاية عَبَّاد، فلمَّا قدِم المُطَّلب ولَّى عَلَى الإسكندريَّة حُدَيج بْن عَبْد الواحد بْن محمد بْن عبد الرحمن بْن مُعاوية بْن حُدَيج، فخرجت بنو مُدِلج بالإسكندريَّة، فبعث إليهم المُطَّلِب بأخيه هارون، فانهزم هارون، ثمَّ صُرف المُطَّلِب عَنْهَا فِي شوَّال سنة ثمان وتسعين، كانت وِلايته عليها سبعة أشهُر ونصفًا.
الْعَبَّاس بْن مُوسَى بْن عيسى العبَّاسيّ
ثمَّ وليَها الْعَبَّاس بْن مُوسَى من قِبَل المأْمون عَلَى صلاتها وخَراجها، فقدِمها ابنه عبد الله بْن الْعَبَّاس، ومعه أَبُو بِشْر الْحَسَن بْن عُبيد بْن لُوط بن عُبيد بْن عارب الأنصاريّ، قدِمها لليلتين بقِيَتا من شوَّال سنة ثمان، فعزلا المُطَّلِب وسجناه وجعلا عَلَى الشُّرَط محمد بْن عَسَّامة المعافِريّ، ثمَّ عزلاه وجعلا مكانه عَبْد العزيز بْن الوزير الجَرَويّ.
وثاور الأنصاريّ الجُند مرَّةً بعد مرَّة، ومنعهم أعطِياتهم وتهدّدهم، وتحامل عَلَى الرعيَّة وعسفها، وتهدّدهم بقدوم العبَّاس بْن مُوسَى، فأَوحش الجميع ذَلكَ من فِعله.
واستصحب عبد الله بْن العبَّاس فِي مسيره إلى مصر محمد بْن إِدْريس الشافعيّ الفقيه رحمه اللَّه فذلك سبب قدوم الشافعيّ إلى مصر.
وخدع عَبْد العزيز الحَرَويّ عثمان بْن بَلادة، وشكلب، وعابس، وهم من وجوه قَيس، فأَسرهم، فقتلهم ابن الْعَبَّاس يوم النحر سنة ثمان وتسعين.
وعاد الْأَنْصَارِيّ عَلَى التحامُل عَلَى الجُند والرعيَّة، فثاوروه ودَعوا إلى وِلاية المُطَّلِب، وهو يومئذٍ فِي حبس ابن العبَّاس وذلك فِي المحرَّم سنة تسع وتسعين ومائة، فكانت مدَّة مُقام ابن العبَّاس خليفةً لأبيه عليها شهرين ونصفًا.
المُطَّلِب بْن عبد الله الثانية
ثمَّ ولِيَها المُطَّلِب بْن عبد الله الثانية بإِجماع الحُند عَلَيْهِ لأربع عشرة خلت من المحرَّم سنة تسع