للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لَا تَجْعَلِي لِبْسَةَ جُثْمَانِهِ … إِلَّا الأَفَاعِي وَالثَّعَابِينَا

فَعَزّ إِبْلِيسَ بِهَا أَوَّلًا … وَعَزِّ مِنْ بَعْدُ الشَّيَاطِينَا

وَقُلْ لَهمْ قَدْ كَانَ يَكْفِيكُمُ … وَيَهْتِكُ المَعْرُوفَ وَالدِّيِنَا

ثُمَّ مَضَى غَيْرَ فَقِيدٍ وَلَا … كَانَ حَمِيدًا عُمْرَهَ فِينَا

وقَالَ أيضًا:

مَضَى غَيْرَ مَفْقُودٍ وَمَا كَانَ عُمْرهُ … سِوَى نَقْمةٍ للْخَلْقِ شَنْعَاءَ صَيْلَمِ

لَقَدْ زِيدَ فِي اليَحْمُومِ بِالرِّجْسِ لَعْنَةً … وَلَمْ يُسْقَ بِالمرجُوسِ تُرْبُ المُقَطَّمِ

وَلَمْ تَبْكِهِ الأرْضُونَ لَكِنْ تَبَسَّمَتْ … سُرُورًا وَلَوْلَا مَوْتُهُ لَمْ تَبَسَّمِ

يُبَشِّرُهُ إِبْلِيسُ عِنْدَ قُدُومِهِ … عَلَيْهِ بِأَحْمى بُقْعَةٍ فِي جَهَنَّمِ

لَقَدْ طُهُر الأَرْضُ مِنْ سُوء فِعْلِهِ … وَمِنْ وَجْهِهِ ذَاكَ الكَرِيهِ المُوَرَّمِ

فَلَا سُقِيَتْ أَجْدَاثُهُ صَوْبَ مُزْنَةٍ … وَأَنَّى وَفِيهَا شَرُّ أَوْلَادِ آدَمِ

خمارَوَيْهِ بْن أحمد

ثمَّ ولِيَها أَبُو الجَيش حَمارَوَيه بْن أحمد عَلَى صلاتها وخَراجها، بايعه الجُند يوم الأحد لعشر خلونَ من ذي القعدة سنة سبعين، فأقرّ السَّريّ بن سَهل عَلَى الشُّرَط، وأحضر أخاه الْعَبَّاس لمُبايَعته، فامتنع، فأُدخل منزِلًا من المَيْدان وكان آخِر العهد بِهِ.

وعقد خُمارَوَيه لأبي عبد الله أحمد بْن محمد الواسطيّ عَلَى جيش إلى الشام، فخرج من الفُسطاط يوم الخميس لستّ خلونَ من ذي الحجَّة سنة سبعين، ثمَّ عقد لسعد الأَيسر عَلَى جيش آخَر فِي سلخ ذي الحجَّة، وبعث بمراكب كثيرة فِي البحر، فكانت مُقيمة بسواحل الشام، ونزل أحمد بن محمد الواسطيّ فِلَسطين وهو خائف جَزع من خُمارَوَيه أن يُوقع بِهِ لأنه كَانَ أشار عَلَيْهِ بقتل الْعَبَّاس، فكتب الواسطيّ إلى أَبِي

<<  <   >  >>