كَانَ منها حَتْفه، فاغذَّ السير إلى مِصر، والعِلَّة تَزيد عَلَيْهِ حتى بلغ الفَرَما، فركِب فِي الليل إلى الفُسطاط، فدخلها يوم الخميس لعشر بقِينَ من جمادى الآخرة سنة سبعين ومائتين، فأمر أحمد بن طُولُون بكشف بكَّار بْن قُتَيبة ووَقْفِه للناس، وأمر بسَجْنه فِي جمادى الآخرة سنة سبعين، وسجن كاتبه قَيس بْن حَفص، وأصحابه، وأمرهم برفع حِساب ما جرى عَلَى أيديهم، ثمَّ أطلق بكَّارًا فِي شعبان سنة سبعين، وجعل النظَر فِي الأحباس إلى سَريّ بْن سَهل صاحب الشُّرَط.
وتزايدت عِلَّة أحمد بْن طُولُون، فأمر الناس بالدُّعاء لَهُ، فغدا الناس بالدُّعاء لَهُ إلى مسجِد محمود بسفح المُقطَّم يوم الإثنين لستّ خلونَ من شوَّال سنة سبعين، وحضر معهم القَصَّاص، فدعَوا لَهُ، ثمَّ غدَوا أيضًا اليوم الثالث مَعَ النساء والصِّبْيان، وأقاموا عَلَى ذَلكَ أيَّامًا، ثمَّ تُوُفّي أحمد بْن طُولُون ليلة الأحد لعشر خلونَ من ذي القعدة سنة سبعين ومائتين، فبلغت وفاته المُعتمِد، واشتدّ وجده عَلَيْهِ وجزَعه.