ثمَّ ولِيَها أحمد بْن كَيْغَلَغ من قِبَل المُقتدِر عَلَى صلاتها، قدِمها ابنه الْعَبَّاس خليفةً لأبيه مستهلّ جمادى الأولى سنة إحدى عشرة، فأقرّ كَنجُور عَلَى الشُّرَط، وأقبل أحمد بْن كَيْغَلَغ، ومعه محمد بْن الْحُسَيْن بْن عَبْد الوهَّاب الماذَرائيّ عَلَى الخَراج، فنزلا المُنية لأيَّامٍ بقِيَت من رجب سنة إحدى عشرة، فأحضر الجُند، ووضع العطاء وأسقط كثيرًا من الرجَّالة، فشغب الرجَّالة، وخرجوا إلى ابن كَيْغَلَغ فتنحَّى عَنْهُمْ إلى فاقُوس، وعزم محمد بْن الْحُسَيْن بْن عَبْد الوهَّاب عَلَى التوجّه إلى الشام، فخرج إِلَيْهِ الجُند، فأدخلوه الفُسطاط لثمان خلونَ من شوَّال سنة إحدى عشرة وثلاثمائة، وبَقي أحمد بن كَيْغَلَغ بموضِعه، ثمَّ صُرف عَنْهَا، وقدِم رسول تَكِين بولايته عليها.
أَبُو منصور تَكِين الثالثة
ثمَّ ولِيَها تَكين المرَّة الثالثة من قِبَل المُقتدِر عَلَى صلاتها، قدِمها الرَّسُول بإِمرته يوم الخميس لثلاث خلونَ من ذي القعدة سنة إحدى عشرة وثلاثمائة، فأقرّ كَنجُور عَلَى الشُّرَط، وأسقط كثيرًا من الرجَّالة الَّذِي أثبتهم هِلال بْن بَدر وهم كانوا أهل الشغب والنهب والشرّ، ونادى فيهم ببَراءَة الدِّمَّة ممَّن أقام بالفُسطاط منهم، واجتمع الناس إلى تكين يشكرونه عَلَى ما فعل بهم.
وعزل كَنجُور عَن الشرَط يوم الأربعاء لليلتين خلتا من المحرَّم سنة ثلاث عشرة