أَبُو خَيثَمة عليّ بْن عمرو بْن خَالِد، عَنْ أبيه، قَالَ:" لمَّا مات الرشيد وولِيَ محمد بْن هارون، عزل العُمَريّ عَنْ مِصر وكان الَّذِي قدم بعزله رجل من بني تميم.
فقال رجل من أهل مصر:
بنعمة الله ورأي الفضل
نحي عَنِ الحُكْمِ عَدُوُّ الْعَدْلِ
هذا سُوَارٌ لِرَسُولَ الْعَزَلِ
قَالَ عمرو بْن خَالِد: فرأَيت ذَلكَ الرجُل وقد تكاثف الناس عَلَيْهِ بالدُّعاء والثَّناء.
فولِيَها العُمَريّ إلى أن صُرف عَن القضاء بها فِي جمادى الأولى سنة أربع وتسعين ومائة، وكانت وِلايته عليها تسع سنين وشهرين "
هاشم بْن أَبِي بَكْر البَكريّ
ثمَّ ولِيَ القضاء بها هاشم بْن أَبِي بَكْر البَكريّ من قِبَل محمد الأمين فِي جمادى الآخرة سنة أربع وتسعين ومائة، وكان من أهل الكُوفة يذهب بمذهب أَبِي حنيفة.
حَدَّثَنَا محمد بْن يوسف، قَالَ: حَدَّثَنِي ابن قُديد، عَنْ عُبَيْد اللَّه، عَنْ أبيه، قَالَ:«لمَّا ولِيَ البَكريّ القضاء، تتبع أصحاب العمري كلهم وسجنهم، وسجن العمري وقيده، وطالبه بما صار إليه من الأموال والأوقاف وغيرها، وأسقط كل من شهد لأهل الحرس، فلم يرجع أحد منهم عند أحد من القضاة، وأقام يحيى بن عبد الله بن بكير، فنادى عليه وشهره بخيانته»