حدثنا محمد بن يوسف، قَالَ: حَدَّثَنِي ابن قُدَيد، وأبو سلَمة، قالا: حَدَّثَنَا يحيى بْن عثمان بْن صالح، عَنْ أبيه، قَالَ: " أمر البَكريّ بحبس العُمَريّ بمشوَرة أَبِي رَجْب العَلاء بْن عاصم، فحُبس فِي طائفة من أصحابه، فكان عَبْد العزيز بْن مُطرَف القائم بأمر العُمَريّ عند عزله، وضمِن عَنْهُ مالًا عظيمًا للبَكْريّ.
قَالَ: وزعم أهل مِصر، أن العُمَريّ اكتسب مائة ألف، فطالبه البَكريّ بها وعرفه وجوهها، ثمَّ هرب العُمَريّ من السِّجن ليلًا فلم يُدرَك ".
قَالَ يحيى الخَوْلانيّ:
هَرَبَ الخَائِنُ لَيْلًا فَجَنَحْ … وَأَتَى أَمْرًا قَبِيحًا فَافْتَضَحْ
هَارِبٌ تَحْمِلُهُ نَاجِيَةٌ … يَصِلُ الْإِدْلَاجَ عَدْوًا بِالرَّوَحْ
حَدَّثَنَا محمد بْن يوسف، قَالَ: حَدَّثَنِي ابن قُدَيد، عَنْ عُبَيْد اللَّه، عَنْ أبيه، قَالَ: «هرب العُمَري من السِّجن وكانت أمواله بِمَدْيَن، فمضى إلى مَدْيَن، فاحتملها وتبِعه جمع من البَوادِي يخفِرونه حتى بلغ فَيْد، فلقِيَه قوم من أَسد وطيّ، فأوقعوا بِهِ، وأخذوا جميع ما حواه، فما تخلّص منهم إلَّا بحشاشة نفسه».
قَالَ يحيى:
إِنْ يَكُنْ أَفْلَتَ مِنَّا سَالِمًا … يَوْمَ وَلَّى مُسْرِعًا حِينَ هَرَبْ
فَلَقَدْ وَافَى بِفَيْدٍ عُصْبَةً … يُسْعِرُونَ الْحَرْبَ حَتَّى تَلْتَهبْ
وقال طاهر القيسيّ لأبي رَحْب:
وَلَقَدْ كَسَوْتَ أَبَا النَّدَى بِفِعَالِهِ … حَرَبًا يَلُوحُ قِنَاعُهُ المُتَقَشِّبُ
وَزَحَمْتَهُ لَمَّا تَخَمَّطَ زَحْمَةً … ضَاقَتْ عَلَيْهِ بِهَا العِرَاقُ يَثْرِبُ
وَنَجَا لِخَوْفِكَ هَارِبًا بِخَزَايَةٍ … وَأَخُو الخَزَايَةِ وَالشَّرَارَةِ يُغْلَبُ
حَدَّثَنَا محمد بْن يوسف، قَالَ: حَدَّثَنِي أحمد بْن داود بْن أَبِي صالح، عَنْ أحمد بْن أَبِي المُغِيرة، عَن ابن وزير بذلك.
وحدثنا محمد بْن يوسف، قَالَ: وحدَّثنيه أَبُو مَسْعُود عمرو بْن حَفص اللَخْميّ، عَنْ عليّ بْن عبد الرحمن بن المُغِيرة، عَن ابن بُكَير، «أن أَبَا رَحْب الخَولانيّ، وهاشم بْن حُدَيج وفَّدا من أهلِ مِصر إلى الأمين، فرفعوا عَلَى العُمَريّ، وذكروا ما فعل العُمَريّ فِي أهل الحرَس، وأنه ألحقهم بالعرب، ونسبهم إلى حَوَْكة بْن أسلم بن الحافِ بْن قُضاعة، فكتب محمد الأمين إلى البَكريّ بكتاب يذكر فِيهِ أَنَّهُ لا يمنح أحدًا من غير العرَب اللَحاق