للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالعرَب، ويأَمره أن يردّهم إلى ما كانوا عَلَيْهِ من أنسابهم، فرجع الوفد بذلك»

حَدَّثَنَا محمد بْن يوسف، قَالَ: حَدَّثَنِي عبد الله بْن أحمد بْن يحيى السعديّ، قَالَ: قَالَ أحمد بْن يحيى بْن وَزير: " فدعا البَكريّ أهل الحرَس بقضيَّة العُمَريّ لهم، فأَتوه بها وتوهَّموا أَنَّهُ يزيدهم شهودًا، فأخرج البَكريّ مِقراضًا من تحت مُصلَّاه، فقطع قضيّة العُمَريّ، وقال لهم: العرَب لا تحتاج إلى كتاب من قاضٍ إن كنتم عَرَبًا فليس ينازعكم أحمد.

فقال مُعلًّى الطائيّ:

يابَنِي الْبَظْرَاءِ مُوتُوا كَمَدًا … وَاسْخَنُوا عَيْنًا بِتَخْرِيقِ السِّجِلْ

لَوْ أَرَادَ اللَّه أَنْ يَجْعَلَكُمْ … مِنْ بَني الْعَبَّاسِ طُرًّا لَفَعلْ

لكِنِ الرَّحمنُ قَدْ صَيَّرَكُمْ … قِبْطَ مِصرٍ وَمِنَ الْقِبْطِ سِفَلْ

كَيْفَ يَا قِبْطُ تَكُونُوا عَرَبًا … وَمَرِيسٌ أَصْلُكُمْ شَرٌّ الْجِيَلْ

"

حَدَّثَنَا محمد بْن يوسف، قَالَ: حَدَّثَنِي أحمد بْن داود، عَن ابن أَبِي المُغِيرة، عَن ابن وزير، وحَدَّثَنَا محمد بْن يوسف، قَالَ: حدَّثنيه عمرو بْن حفص، عَن ابن قُدَيد، عَنْ عليّ عبد الرحمن، عَن ابن بُكَير، قالا: " فأَمر البَكريّ بإقامة البيّنة عنده، فحضر أهل مِصر، منهم: عبد الله بْن وَهَب، وسعيد بْن أَبِي مَرْيَم، وسعيد بْن عُفَير، وناس كثير من أهل القَنَاعة والعدالة، فشهِدوا عند البَكريّ، أن أهل الحرَس من القِبْط، وأن العُمَريّ قضى فيهم بجَور، فنقض البَكريّ قضيَّة العُمَريّ فيهم، وأشهد عَلَى قضائه بردّهم إلى أصلهم من القِبْط ".

قَالَ يحيى الخَولانيّ:

أُشْكُرُوا اللَّه عَلَى إِحْسَانِهِ … فَلَهُ الْحَمْدُ كَثِيرًا والرُّغَبْ

رَجَع الْقِبْطُ إلى أَصْلِهِمِ … بَعْدَ خِزْيٍ طَوَّقُوهُ وَتَعَبْ

وَدَنَانِيرَ رَشَوْهَا قَاضِيًا … جَائِزًا قَدْ كَانَ فِينَا يَغْتَصِب

أَخَذَ الأَمْوَالَ مِنْهُمْ خُدْعَةً … وَتَوَلَّى عَنْهُمُ ثُمَّ هَرَبْ

أَبْلِغِ الْبَكْرِيَّ عَنِّي أَنَّهُ … عَادِلٌ فِي الحُكْمِ فَرَّاجُ الْكُرَبْ

قَدْ أَمَاتَ الْجَوْرَ فِينَا وَالرُّشَا … وَأَشَاعَ الْعَدْلَ فِينَا فَرَتَبْ

إِنَّهُ قَدْ كَانَ يَقْضِي بِالْهَوَى … وَيبِيعُ الحُكْمَ جَوْرًا وَيهَبْ

وَإِذَا يَخْلُوا حَسَاهَا مُزَّةً … مِثْلَ عَيْنِ الدِّيكِ مِنْ مَاءِ الْعنَبْ

<<  <   >  >>