لَمْ يُعَنْ عَاصِرُهَا فِي كَرْمِهَا … بِسِوَى القَطْفِ وَغَمْزًا بِالرُّكَبْ
فَأَتَتْ كالشَّمْسِ إِلَّا أَنَّهَا … كُسِيَتْ فِي دَنِهَا لَوْنَ ذَهَبْ
مَا كَفَتْهُ رَشْوَةٌ ظَاهِرَةٌ … وَقَضَايَا جَوْرِكُمْ فِيهَا عَجَبْ
أَنْ أَتَى أَعْظَمَ مَا يَأْتِي بِهِ … أَحَدٌ أَنْ صَيَّرَا الْقِبْطَ عَرَبْ
وقال طاهر القَيسيّ لأبي رَحْب:
وَلَقَدْ قَمَعْتَ بني الْخَبَائِث عِنْدَمَا … رَامُوا الْعُلَى وَتَحَوْتَكُوا وَتَعَرَّبُوا
فَرَدَدَتَّهُمْ قِبْطًا إِلى آبَائِهِمْ … وَنَسِيبِ أَصْلِهِمُ الَّذِي قَدْ غَيَّبُوا
وَتَرَكْتَهُمْ مَثَلًا لِكُلِ مُلَصِّقٍ … نَسَبًا إِذَا الْتَقَتِ الْمَحَافِلُ يُضْرَبُ
حَدَّثَنَا محمد بْن يوسف، قَالَ: حَدَّثَنِي ابن قُدَيد، عَنْ يحيى بْن عثمان، قَالَ: «كتَّاب البَكريّ أحمد بْن هَتع الهَمْذانيّ كوفيّ، ومحمد بْن عُميرة النَّخَعيّ كوفيّ، وكان عمرو بْن خَالِد يلزَمه ويترسّل إِلَيْهِ، وكان أيضًا يكتب لَهُ»
حَدَّثَنَا محمد بْن يوسف، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْد الوهَّاب بْن سعد، قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بْن عمرو بْن خَالِد، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: «كَانَ هاشم بْن أَبِي بَكر لا يجلِس فِي القضاء حتى يتغدَّى ويشرَب ثلاثة أقداح نبيذًا».
قَالَ عمرو قَالَ لي البَكريّ وهو عَلَى القضاء، ومررنا تحت سقيفة فرَج: «يا أَبَا الْحَسَن لو استعدى عَلَى فرَج إنسانٌ إليَّ فِي هذه السقيفة لهدمتُها عَلَيْهِ»
حَدَّثَنَا محمد بْن يوسف، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن قُدَيد، عَنْ يحيى بْن عثمان، قَالَ: «لم يكن أحد أحبّ إلى البَكريّ من إِدريس الخَوْلانيّ، ومقارّة الكاتب»
حَدَّثَنَا محمد بْن يوسف، قَالَ: حَدَّثَنِي أحمد بْن محمد بْن سلامة الأَزْديّ، عَنْ يحيى بْن عثمان، أن البَكريّ، كَانَ يَقُولُ: " دخلت إلى مِصر وأنا مُقِلّ، فزرعت زرعًا، فانكسر عليَّ خَراجه بآفة لحِقتني فِيهِ، وطولبت بذلك الخَراج، وتشدّد عليَّ فِيهِ، وكان مقارّة الكاتب حاضرًا، فعرّب بي، فقال: سُبحان اللَّه، ابن صاحب نبيّكم والذي قام فِي مَقام بعده يُطالَب بِمثل هذه المطالَبة، ما كَانَ عَلَيْهِ فهو عليَّ، وهو لَهُ عليَّ فِي كُلّ سنة "