فكانت وِلاية المُطّلِب هذه الثالثة عليها سنة وثمانية أشهُر
السَّريّ بْن الحكَم
ثمَّ ولِيَها السَّريّ بْن الحكَم بإِجماع الجند عَلَيْهِ عَلَى صلاتها وخَراجها لمستهَلّ شهر رمضان سنة مائتين فجعل عَلَى شُرَطه محمد بْن عَسَّامة بْن عمرو، ووثب عُمَر بْن هلَّال عَلَى أَبِي بَكْر بْن جُنادة بْن عِيسى المعافريّ خليفة مُطَّلِب بالإسكندريَّة، فأخرجه منها ودعا للجَرَويّ بها، والجَرَويّ، والسَّريّ مُتسالمان، وأقبل الأَنْدَلُسيُون إلى ابن هلَّال، فكان بلغه عَنْهُمْ بعض الفَساد، فأْمر عُمَر بإخراجهم من الإسكندريَّة طائفة يُسمَّون بالصُّوفيَّة يأمرون بالمعروف فيما زعموا ويعارضون السُّلطان فِي أمره، فتراءَس عليهم رجُل منهم، يُقال لَهُ: أَبُو عبد الرحمن الصُّوفيّ، فصاروا مَعَ الأَنْدَلُسيّين يدًا واحدة واعتضدوا بلَخْم، وكانت لَخْم أحد من ناحية الإسكندريَّة، فخوصهم أَبُو عبد الرحمن الصُّوفيّ إلى عُمَر بْن هلَّال فِي