امرأَة، فقضى عَلَى أَبِي عبد الرحمن، فوجد فِي نفسه من ذَلكَ، وخرج إلى الأَنْدَلُسيِّين وألف بينهم وبين لخم، ورجا أهل الأندَلُس أن يُدركوا من عُمَر بْن هلَّال، فساروا إلى عُمَر وهم زُهاء عشرة آلاف من لَخْم، ومن الأَنْدَلُسيّين، ومن ضوى إليهم، فحصروه فِي قصره، فعلِم عُمَر أن القصر لا يمنعه منهم، وخاف أن يُدخَل عَلَيْهِ عَنْوةً فيُفضَح فِي حُرَمه، فاغتسل وتخنَّط وتكفَّن وأمر أهله أن يُدلُّوه إليهم، فدُلِّيَ، فأخذته السيوف، فقُتل، ثمَّ دُلِّيَ إليهم أخوه محمد بْن عَبْد الملك بْن محمد بْن عبد الرحمن بْن مُعاوية بن حُدَيج، فقُتل، ثمَّ دُلِّيَ إليهم ابن عمّه أَبُو هُبَيرة الحارث بْن عَبْد الواحد، فقُتل، ثمَّ دُليَ إليهم حُدَيج بْن عَبْد الواحد، فقُتل، وانصرف القوم.
وكان مقتل عُمَر بْن هلَّال وأهله فِي ذي القعدة سنة مائتين، ثمَّ فسد أمر لَخْم والأَنْدَلُسيِّين عند مقتل عُمَر بْن هلَّال، وقام بأمر لَخْم رَباح بن قرَّة، وسار إلى الأَنْدَلسيِّين، فحاربهم، فانهزمت لَخْم وظهر الأَنْدَلُسيُّون بالإسكندريَّة عنْوَةً فِي ذي الحجَّة سنة مائتين، فولَّوها أَبَا عبد الرحمن الصُّوفيّ، فبلغ من الفَساد بالإِسكندريَّة والقتل والنهب ما لم يُسمَع بِمِثْلِهِ، فعزله الأَنْدَلُسيُّون عَنْهَا وولَّوا رجُلًا منهم يُعرَف بالكِنانيّ، ثمَّ حاربت بنو مُدْلِج أهل الأَنْدَلُس، فظفر بهم الأَنْدَلُسيُّون، فنفَوهم عَن البلاد ولم يقدِر أحد