بْن عَبْد الحكَم، قَالَ:«لم يزَل هارون عَلَى القضاء إلى شهر ربيع الأوَّل سنة ستّ وعشرين ومائتين، وكُتب إِلَيْهِ، أن يُمسك عَن الحُكم، وكان قد ثقُل مكانه عَلَى ابن أَبِي داود، فولِيَها هارون بْن عبد الله إلى أن ورد عَلَيْهِ كتاب المُعتصِم يأمره بالتوقّف عَن الحُكم لثلاث عشرة خلت من صفر سنة ستّ وعشرين ومائتين، فكانت ولايته عليها ثمان سنين وستَّة أشهُر»
محمد بْن أَبِي الليث الخُوارَزْميّ
ثمَّ ولِيَ القضاء بها محمد بْن أَبِي الليث الأصمّ من قِبَل أَبِي إِسْحَاق المُعتصِم، قدِم بوِلايته أَبُو الوزير صاحب الخراج يوم الأربعاء لثلاث عشرة خلت من ربيع الآخر سنة ستّ وعشرين ومائتين.
حَدَّثَنَا محمد بْن يوسف، قَالَ: أخبرني ابن قُدَيد، عَنْ يحيى بْن عثمان، «أن دخول محمد بْن أَبِي اللَيث مِصر كَانَ فِي سنة خمس ومائتين، وكان مُقيمًا بها إلى أن ولِيَ، وكان قبل دخوليه مِصر ورَّاقًا عَلَى باب الواقديّ، وكان فقيهًا بمذهب الكوفيّين».
قَالَ محمد بْن يوسف: سأَلت ابن قُدَيد لِمَ كنى محمد بْن أَبِي الليث أَبَاهُ، ولم يقُل محمد بْن الحارث، فقال: كَانَ محمد بْن الحارث بْن النُّعمان الإِياديّ عَلَى قضاء فِلسطين، ومحمد بْن أَبِي الليث عَلَى قضاء مِصر، وكان الكتاب إذا ورد من العِراق، قَالَ كُلّ واحد منهما: لي.
فانفرد محمد بْن أَبِي الليث بكُنْية أبيه لينفصل عَن الإِياديّ
حَدَّثَنِي محمد بْن يوسف، قَالَ: أخبرني ابن قُدَيد، عَنْ يحيى بْن عثمان، قَالَ: لمَّا ولِيَ محمد بْن أَبِي الليث، نادى مُناديه:«بُرِئت الدِّمّة من رجُل كَانَ فِي يديه شيء من مال يتيم وغائب إِلَّا أحضره، فتسرّع الناس إلى إخراج ما فِي أَيديهم من ذَلكَ، وحملوه إلى بيت المال خوفًا من سَطوته بهم».
قَالَ: وكان حَمْدُون بْن عُمَر بْن إياس وهو ابن أُخت محمد بْن أَبِي الليث يقبِض ذَلكَ من الناس.
قَالَ: وشاهد محمد بْن أَبِي الليث الأحباس بنفسه، ودوّنها بخطّه وقضى فِي كثير منها
حَدَّثَنَا محمد بْن يوسف، قَالَ: أخبرني محمد بْن سَعِيد بْن حَفص الفارض، عَنْ أبيه، قَالَ: