سَمِعْتُ محمد بْن أَبِي الليث، يَقُولُ:«لقد هممت أن أضع يدي عَلَى كُلِّ حُبس بِمصر يتولَّاه أهله ممَّا لَيْسَ لَهُ ثبَت فِي ديوان القُضاة احتياطًا لَهُ».
قَالَ سَعِيد: فلمّا ولِيَ الحارث، وددت أن ابن أَبِي الليث فعل ما عزم عَلَيْهِ من ذَلكَ
حَدَّثَنَا محمد بْن يوسف، قَالَ: حَدَّثَنِي قيس بْن حَمَلة، عَنْ أَبِي قُرَّة الرُّعَينيّ، «أن محمد بْن أَبِي الليث أقام رجُلًا يرفَع عَلَى هارون بْن عبد الله، أَنَّهُ استهلك مالًا من بيت المال، فأمر ابن أَبِي الليث بإحضار هارون إلى مجلِسه، وناظره مرةً بعد أُخرى، وامتهنه، وثبت عَلَى هارون ما رُفع إِلَيْهِ، وذلك أَنَّهُ كَانَ يدفع مِفتاح التابُوت إلى غير ثِقة، فاستهلك منه شيئًا كثيرًا»
حَدَّثَنَا محمد بْن يوسف، قَالَ: حَدَّثَنِي عبد الرحمن بْن مُعْمَر، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الزِّنباع رَوْح بْن الفَرَج، يَقُولُ:«رأَيت هارون بْن عبد الله جالسًا فِي الخصوم بين يدي محمد بْن أَبِي الليث»
حَدَّثَنَا محمد بْن يوسف، قَالَ: وأخبرني محمد بْن محمد بْن سلامة، أن محمد بْن أَبِي الليث حاسب هارون بْن عبد الله عَلَى ما كَانَ فِي بيت المال، وأمر بحبسه وكشفه، فورد الكتاب برفع ذَلكَ عَنْهُ "
حَدَّثَنَا محمد بْن يوسف، قَالَ: أخبرني ابن قُدَيد، «أن أمر المِحنة كَانَ سهلًا فِي وِلاية المُعتصِم لم يكن الناس يُؤخَذون بها شاءُوا أو أبَوا، حتى مات المُعتصم وقام الواثق سنة سبع وعشرين ومائتين، فأمر أن يؤخذ الناس بها، وورد كتابه عَلَى محمد بْن أَبِي الليث بذلك، وكأنها نار أُضرمت»
حَدَّثَنَا محمد بْن يوسف، قَالَ: أخبرني محمد بْن عَبْد الصمَد، عَنْ أَبِي خَيْثَمة عليّ بْن عمرو بْن خَالِد، قَالَ:«لمَّا استخلف الواثق ورد كتابه عَلَى محمد بْن أَبِي الليث بامتحان الناس أجمع، فلم يبقَ أحد من فقيه، ولا مُحدِّث، ولا مُؤَذِّن، ولا مُعلِّم حتى أُخذ بالمِحنة، فهرب كثير من الناس، ومُلئت السجون ممَّن أنكر المحنة، وأمر ابن أَبِي الليث بالاكتتاب عَلَى المساجد لا إله إلا اللَّه ربّ القرآن المخلوق.
فكُتب ذَلكَ عَلَى المساجد بفُسطاط مِصر، ومنع الفُقهاء من أصحاب مالك، والشافعيّ من الجلوس فِي المسجِد، وأمرهم أن لا يقرَبوه»
حَدَّثَنَا محمد بْن يوسف، قَالَ: حَدَّثَنِي أحمد بْن الحارث بْن مِسْكين، قَالَ: حَدَّثَنَا نصر