ثمَّ إن أَبَا بَكْر نظر بين الخصوم لابن هَرَوان فِي جمادى الأولى سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة، فركِب إلى المسجد الجامع، فنظر بين الخصوم إلى أن أظهر عبد الله بْن أحمد بْن شُعَيب كتاب المُستكفي إِلَيْهِ، فعاونه محمد بْن عليّ بْن مُقاتِل، وكان وزير الإِخْشِيد، فصرف ابن الحدَّاد عَن النظَر لسبع بقِين من المحرَّم سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة، فكانت مُدَّة مُقامه ونظَره تسعة أشهُر.
عبد الله بْن أحمد بْن شُعَيب الثالثة
ثمَّ ولِيَ ابن شُعَيب من قِبَل المُستكفيِ ورد عَلَيْهِ الكتاب من بغداد، فأخفاه خوفًا من ابن هَرَوان لأنه كَانَ خليفته، فلمَّا خرج ابن هَرَوان إلى الشام أظهر الكتاب، فقام بأمره ابن مُقاتِل وتسلَّم الحَكم وقرأَ كتابه فِي الجامع، فلم يزَلْ عَلَى ذَلكَ إلى أن ورد الخبَر بوفاة ابن هَرَوان، فصُرف فِي رجب سنة ستّ وثلاثين وثلاثمائة.
عُمَر بْن الْحَسَن الهاشميّ
ولمَّا ولِيَ المُطيع ولَّى محمد بْن الْحَسَن الهاشميّ، وصرف عبد الله بْن أحمد بْن شُعَيب، وكتب إلى عُمَر بْن الْحَسَن أخيه فِي رجب سنة ستّ وثلاثين وثلاثمائة بالوِلاية عَلَى مِصر، فنزل إلى الجامع وعليه السواد، وقرأَ كتاب العهد، ونظر بين الخصوم، فلم يزَلْ ينظر فِي الأحكام إلى النصف من ذي الحجَّة سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة، فصُرف بابن أمّ شَيْبان، وكانت وِلاية عُمَر بْن الْحَسَن هذه ثلاث سنين ونصفًا.
عبد الله بْن محمد بْن الخَصِيب
ثمَّ تسلَّم ابن الخَصِيب القضاء خليفةً لمحمد بْن صالح بْن أُمّ شَيْبان الهاشميّ للنصف من ذي الحجَّة سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة، فلم يزَلْ ينظر فِي الأحكام هُوَ وابنه إلى أن