ثمَّ ولِيَ القضاء بها تَوْبة بْن نَمِر الحَضْرَميّ يُكْنى أَبَا مُحجن، وأبا عبد الله من قِبَل الوليد بْن رِفاعة، فحَدَّثَنِي يحيى بْن خلَف، عَنْ أبيه، عَنْ جَدّه، قَالَ: فكانت وِلايته مستهل صفر سنة خمس عشرة ومائة.
قَالَ رَبيعة فحَدَّثَنِي غَوث، أن الوليد بْن رِفاعة أرسل إِلَيْهِ حين مات الخيار بْن خَالِد ومعه امرأَته عُفَيرة الأَشْجَعِيَّة، فدخلا عَلَيْهِ وهو عَلَى سريرِهِ، وكانت امرأَة بَرْزة، فولَّاه القضاء، فقالت لَهُ عُفَيرة: أَمَا والله يا تَوْبة ما حاباك ابن رِفاعة بهذه الوِلاية ولو أنَّه وجد فِي قَيْس كُلّها من يسدّ مسدّك أو يستضلع بهذا الأمر لآثره عليك وقدَّمه وأخَّرك.
حَدَّثَنِي أَبُو سلَمة، عَنْ يحيى بْن عثمان بْن صالح، قَالَ: حَدَّثَنِي لَهِيعة بْن عيسى، عَنْ عبد الله بْن لَهِيعة، أن تَوْبة لمَّا ولِيَ القضاء دعا امرأَته عُفَيرة، فقال: يا أمّ محمد، أيّ صاحب كنتُ لكِ؟ قَالَتْ: خيرَ صاحب وأكرمه.
قَالَ: فاسمَعي لا تعرِضِنَّ لي فِي شيء من القضاء، ولا تذكرِنِّي بخصم، ولا تسئلِّني عَنْ حكومة، فإن فعلت شيئًا من هذا فأنتِ طالق، فإِمَّا أن تُقيمي مكرَّمةً وإِمَّا أن تذهبي ذميمةً.
فانتقلت عَنْهُ فلم تكن تأتيه إلَّا فِي الشهر والشهرين "
حَدَّثَنِي عليّ بْن قُدَيد، والقاسم بْن حُبيش، وأبو سلَمة، قَالُوا: حَدَّثَنَا عبد الرحمن بْن عَبْد الحكَم، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيد بْن عُفَير، قَالَ: حَدَّثَنَا المُفضَّل بن فَضالة، قَالَ: لما ولِيَ تَوْبة القضاء