حَدَّثَنَا القاسم بْن حُبيش بْن سُلَيْمَان بْن بُرد، وأبو سلَمة التُّجِيبيّ، قالا: حَدَّثَنَا عبد الرحمن بْن عبد الله بْن عَبْد الحكَم، قَالَ: حَدَّثَنِي يحيى بْن بُكَير، قَالَ: سَمِعْتُ المُفضَّل بْن فَضالة، يَقُولُ: «بِئْس القاضي»
حَدَّثَنِي قيس بْن حَمَلة الغافِقيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ياسين بْن عَبْد الأحد، قَالَ: حَدَّثَنِي فَضالة بْن المفضَّل، عَنْ أبيه، قَالَ: «كَانَ كُتَّاب يحيى بْن ميمُون لا يكتبون قضيَّةً إلَّا برَشوة فكُلم يحيى فِي ذَلكَ، فلم يُنكره، ثمَّ كُلّم مرّةً بعد مرّة فلم يعزِل منهم أحدًا عَنْ كِتابه»
حَدَّثَنَا أحمد بْن داود بْن أَبِي صالح، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بْن أَبِي المُغِيرة، عَنْ أحمد بْن قُدَيد، عَنْ أَبِي زيد كيد، " أن يتيمًا من مُراد كَانَ فِي وِلاية يحيى بْن ميمُون الحَضرَميّ وهو عَلَى القضاء، فردّ أمره إلى عريف قومه وكان فِي حَجْره، فتظلَّم اليتيم بعد بلوغه من العريف إلى يحيى زمانًا، فلم يُنصفه منه وأتى اليتيم ببيّنة من قومه، فشهِدوا أَنَّهُ مظلوم، فلم يستمع يحيى منهم، فكتب إِلَيْهِ اليتيم بأبيات أَبِي شِمْر:
أَلَا أَبْلِغْ أَبَا حَسَّانَ عَنِّي … بِأَنَّ الحُكْمَ لَيْسَ عَلَى هَوَاكَا
حَكَمْتَ بِبَاطِلٍ لَم تَأْتِ حَقًّا … وَلَمْ يُسْمَعْ بِحُكْمِ مِثْلِ ذَاكَا
وَتَزْعَمُ أَنَّهَا حَقٌّ وَعَدْلٌ … وَأَزْعَمُ أَنّهَا لَيْسَتْ كذَاكَا
أَلَمْ تَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّه حَقٌّ … وَأَنَّكَ حِينَ تَحَكُمُ قَدْ يَراكَا
فبلغ يحيى بْن ميمُون ذَلكَ، فسجن اليتيم، فرُفِع أمره إلى هِشام، فعظُم ذَلكَ عَلَيْهِ وكتب بصرفه.
وكان فِي كتابه إلى الوليد بْن رِفاعة: اصرِفْ يحيى عمَّا يتولَّاه من القضاء مذمومًا مدحورًا، وتخيّرْ لقضاء جُندك رجُلًا عفيفًا ورِعًا تقيًّا سليمًا من العُيُوب لا تأخذه فِي اللَّه لَومةُ لائم، فعزله "
حَدَّثَنِي أحمد بْن داود، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بْن أَبِي المُغيرة بْن أخضر، عَن ابن وزير، عَنْ أَبِي زيد كيد، عَنْ أبيه، قَالَ: «خاصمتُ إلى سَعِيد بْن ربيعة الصَّدفيّ»
حَدَّثَنِي ابن قُدَيد، عَنْ عُبَيْد اللَّه بْن سَعِيد، عَنْ أبيه، عَنْ لَهِيعة بن عيسى، قَالَ: " أخذ الوليد بْن رِفاعة سَعِيد بْن ربيعة بالقضاء، فامتنع، فقال عُبَيْد اللَّه بْن الحَبْحاب وكان عَلَى الخَراج: بل أَرى أن تُولّي تَوْبة بْن نَمِر فإِنّه وإِنّه.
فقيل لسعيد بْن ربيعة: استعجمْ عليهم حتى يكون لنا عُذر.
ففعل سَعِيد ولم يقضِ بين اثنين، وقام عُبَيْد اللَّه بْن الحَبْحاب بأمر تَوْبة حتّى ولِيَ، وتُوفّي يحيى بْن ميمُون سنة أربع عشرة ومائة "