بْن مَرْزوق، قَالَ: " كنت جالسًا فِي المسجِد، فسمعت ضَوْضاء، ورأَيت الناس قد حفلوا، فنظرت، فإذا هارون بْن سَعِيد الأَيْليّ، وطَيْلَسانه تحت عضُده وعَمامته فِي رَقَبته، ومَطَر غُلام ابن أَبِي الليث يسوقه بعمَامته، وهارون ينادي بأعلى صوته: القرآن كذا وكذا.
ثم أَخْرَجَهُ من المسجِد يُطاف بِهِ الطُّرُق كذلك "
وأخبرني محمد بْن يوسف، قَالَ: وأخبرني ابن قُدَيد، عَنْ يحيى بْن عثمان، قَالَ: أخبرنا. . . . . محمد بْن عبد الله بْن عَبْد الحكَم، فأَخذ برِجله، فوثب محمد، فقام، فهمّ مَطَر أن يتناول قَلَنْسُوَته، فبادر محمد فأخذها، فجعلها فِي كُمَه، ثمَّ أقامه مَطَر، فأطافه ينادي بخلق القُرآن، فمضى بِهِ عَلَى حلَقة ابن صُبَيح رِفْقة المُعتزِلة، فقالوا لَهُ: الحمد لله الَّذِي هداك يا أَبَا عبد الله.
قَالَ الْحُسَيْن بْن عَبْد السلام الجَمَل لمحمد بْن أَبِي الليث:
وُلِّيتَ حُكْمَ الْمُسْلِمِينَ فَلَمْ تَكُنْ … بَرِمَ اللِّقاء وَلَا بِفَظٍّ أَزْوَرِ
ولَقَدْ بَجَسْتَ الْعِلْمَ فِي طُلَّابِهِ … وَفَجَرْتَ مِنْهُ مَنَابِعًا لَمْ تُفْجَرِ
فَحَمَيْتَ قَوْلَ أَبِي حَنيفَةَ بِالهُدَى … وَمُحَمَّدٍ وَالْيُوسُفِي الْأَذْكَرِ
وَفَتَى أَبِي لَيْلَى وَقَوْلِ قَرِيعِهِمْ … زُفَرِ الْقِيَاسِ أَخِي الحَجَاجِ الْأَنْظَرِ
وَحَطَمْتَ قَوْلَ الشَّافِعِيّ وَصَحْبِهِ … وَمَقَالَةُ ابْنِ عُلَيَةٍ لَمْ تُصْحَرِ
أَلْزَقْتَ قَوْلَهُمُ الحَصِيرَ فَلَمْ يَجُز … عَرْضَ الْحَصِيرِ فَإِنْ بَدَا لَكَ فَاشْبُرِ
والْمَالِكِيَّةُ بَعْدَ ذِكْرٍ شَائِع … أَخْمَلْتَهَا فَكَأَنَّهَا لَمْ تُذْكَرِ
أَيْنَ ابْنُ هُرْمُزَ أَوْ رَبِيعَةُ لَا يَرَى … مَاذَا تَقَوَّلَ بِالْمَقَالِ الْأَجُوَرِ
كَسَّرْتَهُ فَهَوى بِرَأْيِكَ كَسْرَةً … لَبِثَتْ عَلَى قِدَم المدَى لَمْ تُجْبَرِ
أَعْطَتْكَ أَلْسِنَةٌ أَتَتْكَ ضَمِيرَهَا … وَأَتَتْكَ أَلْسِنَةٌ بِمَا لَمْ تُضْمِرِ
فَأَطَفْتَ بِالْأَيْلِيّ يَنْعَقُ صَائِحًا … فِي كُلِّ مَجْمَعِ مَشْهَدٍ أَوْ مَحْضَرِ
وَمُحَمَّدُ الْحَكَميُّ أَنْتَ أَطَفْتَهُ … وَأَخَاهُ يَنْعَقُ بِالصِّيَاحِ الْأَجْهَرِ
كُلٌّ يُنَادِي بِالْقُرْآنِ وَخَلْقِهِ … فَشَهَرْتَهُمْ بِمقَالَةٍ لَمْ تُشْهَرِ
لَمْ تَرْضَ أَنْ نَطَقَتْ بِهَا أَفْوَاهُهُمْ … حَتَّى المْسَاجِدُ خَلْقَهُ لَمْ تُنْكِرِ