للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لَمَّا أرَيْتَهُمُ الرَّدى مُتَصَوَّرًا … زَعَمُوا بِأَنَّ اللَّه غَيْرُ مُصَوَّرِ

حَدَّثَنَا محمد بْن يوسف، قَالَ: أخبرني ابن قُدَيد، عَنْ يحيى بْن عثمان، قَالَ: «فكان ممَّن هرب من محمد بْن أَبِي الليث يوسف بْن أَبِي طَيْبة، وأحمد بْن صالح هربا إلى اليَمَن، ومحمد بْن سالم القطَّان، وأبو يحيى الوَقار، فأمَّا يوسف فلزِم منزِله فلم يظهَرْ، وأمَّا ابن سالم فظُفِر بِهِ، فحُمِل إلى العِراق، وهرب ذو النُّون بْن إِبراهيم الإِخميميّ، ثمَّ رأَى أن يرجِع، فرجع إِلَيْهِ، فوقع فِي يده وأقرّ بالمِحنة»، قَالَ أَبُو عُمَر محمد بْن يوسف: وأنشدنا إسماعيل بن إِسْحَاق بْن إبراهيم بْن تَميم للجَمَل يذكر هارون:

أَحْجَرْتَ يُوسُف فِي خِزَانَةِ بَيْتِهِ … فَطَوَتْهُ عَنْكَ وَطَالَ مَا يُحْجَرِ

أَخْلَيْتَ مِنْ عُمَرِ الزِّنَاءِ مَقَامَهُ … وَعَمَرْتَ مِنْهُ مَدَاخِلًا لَمْ تُعْمَرِ

وَكَفَرْنَكَ الْأَرَضُونَ حِينَ سَأَلْتَهَا … خَبَرَ ابْنِ صَالح الخَبِيثِ الْأَكْفَرِ

جَحَدتْهُ أَقْطَارُ الْبِلَادِ فَمَا عَلَى … حَرَكَاتِهِ وَسُكُونِهِ مِنْ مُظْهِرِ

وَثَوَى ابْنُ سَالِمَ خُفْيَةً فِي بَيْتِهِ … ثُمَّ امْتَطَى غَلَسَ الظَّلَامِ الأَسْتَرِ

فَأُتي بِهِ كَفُرَيْجَ أَوْ كَأَبِي النَّدَى … وَالنَّاسُ بَيْنَ مُهَلِّلٍ وَمُكَبِّرِ

وَكَذَاكَ داود بْنُ حَمَّادَ اخْتَفَى … بَعْدَ الْإِجَابَةِ بِالْخَبِيثِ الْأَغْدَرِ

أَسَفِي عَلَى شُمْطَانِهِ إِذْ أَفْلَتَتْ … مَنْ سَائِقٍ يَشْتَالُهَا أَوْ مُجْرِرِ

أَلَّا أَرَى مَطَرًا يَطُوفُ بِنِصْفِهَا … وَالنِّصْفُ عِنْدَ محَلَّقٍ وَمُقَصِّرِ

حَدَّثَنَا محمد بْن يوسف، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن داود، عَنْ أحمد بْن أَبِي المُغيرة بْن أخضر، قَالَ: " كَانَ أحمد بْن أَبِي أُميَّة من أهل طَبْلُوهَة أوصى إلى يُونُس بْن عَبْد الأعلى، وإلى إبراهيم بْن الغَمر الغَسَّانيّ، وإلى ابن الريَّان العاري، وإلى أشعث بْن زُهَير ورجُل آخر: فأخبرني ابن قُدَيد، أن الرجُل الآخر، يُقال لَهُ: ابن الفُرات وخلَّف ابنةً لم يُخلِّفْ غيرها، فحمل الأوصياء المال، فأسرع منهم ابن الغَمر وقضى عَنْ نفسه دُيونًا كانت عَلَيْهِ، وردّ الباقون ما كَانَ بأيدِيهم من المال إلى يُونُس بْن عَبْد الأعلى، فطولب بِهِ عند محمد بْن أَبِي الليث، وشُهِد عَلَيْهِ بِهِ، فسجنه فِيهِ، فأخبرني ابن قُدَيد، أن الشاهدَين اللذَين شهِدا

<<  <   >  >>